واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٥٨
فقال أبي: فقلت لأبي حنيفة: كيف صرت إلى هذا وتابعته؟
قال: يا بني خفت أن يقدم علي، فأعطيته التقية (1).
57 - تقية أصحاب أبي حنيفة من ابن هبيرة (ت / 148 ه‍):
عرض ابن هبيرة - والي الأمويين على الكوفة - أعمالا من أعمال ولايته على الفقهاء الذين أرسل إليهم لهذا الفرض، وكان منهم ابن أبي ليلى (ت / 148 ه‍)، وابن شبرمة، وداود بن أبي هند، وأبي حنيفة.
وقد أعطى لكل واحد منهم عملا من أعمال ولايته، وتنازل لأبي حنيفة عن جزء من سلطانه، ليكون في يده خاتم الدولة يختم به كل أمر، وجعل من حقه انفاذ الأحكام التي يصدرها القضاء والخراج، وختم أوامر الوالي. فرفض أبو حنيفة وقبل الآخرون أعمالهم، وأشاروا على أبي حنيفة بالقبول فرفض ذلك. حتى أن ابن أبي ليلى قال: دعوا صاحبكم، فإنه هو المصيب (2).
إلا أن أصحاب أبي حنيفة ألحوا عليه بقبول ما أعطاه ابن هبيرة، وقالوا: ننشدك الله أن تهلك نفسك، فإنا إخوانك، وكلنا كاره لهذا الأمر، ولم نجد بدا من ذلك، فرفض أيضا (3).
وهذا القول الأخير لا يمكن أن يفهم منه معنى غير معنى التقية.
58 - تقية ابن سمعان من المنصور (ت / 158 ه‍):
ذكر ابن قتيبة ان المنصور العباسي اجتمع في أول خلافته بمالك بن أنس،

(١) التقية في إطارها الفقهي / علي الشملاوي: ١٨٥ - نقله عن تاريخ بغداد ١٣: ٣٨٧.
(2) الأئمة الأربعة / مصطفى الشكعة: 116.
(3) أبو حنيفة / محمد أبو زهرة: 38، والأئمة الأربعة / الشكعة: 116.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»