واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٤٧
49 - الزهري (ت / 124 ه‍):
محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب المعروف بابن شهاب الزهري، كان من كبار الحفاظ والفقهاء من التابعين، كان يتقي من الأمويين خصوصا في فضائل الإمام علي عليه السلام، فيما صرح هو بنفسه، فقد روى ابن الأثير (ت / 630 ه‍) في أسد الغابة بإسناده، عن عبد الله بن العلاء، عن الزهري، عن سعيد بن جناب، عن أبي عنفوانه المازني، عن جندع (أبو جنيدة بن عمرو بن مازن الأنصاري) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار). وسمعته - وإلا صمتا - يقول وقد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيبا، وأخذ بيد علي، وقال: (من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
وقال عبد الله بن العلاء: فقلت للزهري: لا تحدث هذا بالشام وأنت تسمع ملء اذنيك سب علي!!
فقال: والله إن عندي من فضائل علي ما لو تحدثت لقتلت. أخرجه الثلاثة (1)، انتهى بلفظه.
50 - السدي (ت / 127 ه‍):
أخرج الطبري عنه أنه قال في آية التقية، أنها تعني: إظهار الولاية للكافرين في دينهم، والبراءة من المؤمنين (2)، وهذا هو أحد مصاديق

(1) أسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الأثير 1: 308 - نقلا عن: الغدير للعلامة الأميني 1: 23.
(2) راجع كلام الطبري في الآية الأولى، في الفصل الأول.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»