واقع التقية عند المذاهب والفرق الإسلامية من غير الشيعة الإمامية - ثامر هاشم حبيب العميدي - الصفحة ١٥٩
وابن أبي ذؤيب، وابن سمعان، وسألهم: أي الرجال أنا عندكم، أمن أئمة العدل، أم من أئمة الجور؟
أما مالك فقد توسل إليه بالله، وتشفع بالنبي (ص) أن يستعفيه من الجواب، فاستعفاه.
وأما ابن أبي ذؤيب، فلم يخش في الله لومة لائم، إذ أوقف المنصور على حقيقة حاله، وصارحه بواقع أمره، حتى إن الإمام مالك بن أنس قد ظن أنه سيسفك دم ابن أبي ذؤيب قبل أن يتم كلامه فجمع أطراف ثوبه لئلا يتلوث بالدم.
وأما ابن سمعان، فقد خاف على نفسه واتقى من المنصور، فوصفه بصفات الصديقين الأبرار الأخيار، وأنه من خير من ولدته حواء، وأنه من أعدل الأئمة، وأنه وأنه (1).
59 - سفيان الثوري (ت / 161 ه‍):
عن أبي إسحاق الفزاري، قال: جاءني نعي أخي من العراق، وقد خرج مع إبراهيم بن عبد الله الطالبي، فقدمت الكوفة، فأخبروني أنه قتل، وأنه قد استشار سفيان الثوري وأبا حنيفة، فأتيت سفيان وأنبأته مصيبتي بأخي، وقلت: وأخبرت أنه استفتاك. قال:
نعم، قد جاءني فاستفتاني، فقلت: ماذا أفتيته؟ قال: قلت: لا آمرك ولا أنهاك. قال : فأتيت أبا حنيفة. فقلت له: بلغني أن أخي أتاك فاستفتاك. قال: قد أتاني واستفتاني، قال، قلت: فبماذا أفتيته؟ قال: أفتيته بالخروج، قال: فأقبلت عليه، فقلت: لا جزاك الله خيرا، قال: هذا رأيي (2).

(١) الإمامة والسياسة / ابن قتيبة الدينوري ٢: ١٧٣.
(٢) تاريخ بغداد ١٣: ٣٨٥ - نقلا عن الإمام الصادق والمذاهب الأربعة / أسد حيدر 1 : 318.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»