صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٢٨
لا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله ابن زياد لعنة الله وما زلنا في عبرة بعده... (1) 6 - الصدوق: حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد القزويني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا سليمان بن عبد الله الخزاز الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبكاء دون اليوم الذي قبض رسول الله واليوم الذي ماتت فيه فاطمة (عليها السلام) واليوم الذي قتل فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟
فقال: ان يوم الحسين (عليه السلام) أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام وذلك أن أصحاب الكساء الذي كانوا أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فكان فيهم للناس عزاء وسلوة فلما مضت فاطمة (عليها السلام) كان في أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عزاء وسلوه فلما مضى منهم أمير المؤمنين (عليه السلام) كان للناس في الحسن (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) عزاء وسلوة فلما مضى الحسن (عليه السلام) كان للناس في الحسين (عليه السلام) عزاء وسلوة فلما قتل الحسين (عليه السلام) لم يكن بقي من أهل لكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه أعظم مصيبة.
قال عبد الله بن الفضل الهاشمي: فقلت له يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم لم يكن للناس في علي بن الحسين عزا وسلوة مثل ما كان لهم في آبائه (عليهم السلام)؟
فقال: بلى ان علي بن الحسين كان سيد العابدين (عليه السلام) واماما وحجة على الخلق بعد آبائه الماضين ولكنه لم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يسمع منه وكان علمه

(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»