تأخذونه يوم فرح وسرور، وتأمرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة و الصدقة على الضعفاء والمساكين، وليس هذا من حق الحسين على جماعة المسلمين.
وهذا القائل خاطئ ومذهبه قبيح فاسد، لأن الله اختار لسبط نبيه الشهادة في أشرف الأيام وأعظمها وأجلها وأرفعها عنده ليزيده بذلك رفعة في درجاته وكرامة مضافة إلى كراماته ويبلغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة، ولو جاز أن يتخذ يوم موته مصيبة لكان يوم الاثنين أولى بذلك إذ قبض الله فيه نبيه... (1) وقد اتفق الناس على شرف يوم الاثنين وفضيلة صومه، وانه تعرض به في يوم الخميس أعمال العباد، وكذلك عاشوراء لا يتخذ يوم مصيبة (2) ولأن يوم عاشوراء ان يتخذ يوم مصيبة ليس بأولى من أن يتخذ يوم عيد وفرح وسرور لما قدمنا ذكره وفضله من أنه يوم أنجى الله فيه أنبيائه من أعدائهم، وأهلك فيه أعداءهم الكفار من فرعون وقومه وغيرهم، وانه خلق السماوات والأرض و الأشياء الشريفة وآدم وغير ذلك، وما أعد الله لمن صامه من الثواب الجزيل و العطاء الوافر، وتكفير الذنوب وتمحيص السيئات، فصار عاشوراء مثل بقية الأيام الشريفة كالعيدين والجمعة وعرفه وغيرها.
ثم لو جاز ان يتخذ هذا اليوم يوم مصيبة لاتخذته الصحابة والتابعون لأنهم أقرب إليه منا وأخص به. (3) أقول: أن الجيلاني يصر على تأكد التوسعة والنفقة على العيال والصدقة في يوم عاشوراء، وانه يوم عيد وبركة إذ فيه: أنجى الله أنبيائه فكأنه لم يهتد إلى قول ابن الجوزي حيث قال: هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع من وضعه و