صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٣٩
عاشوراء ان يتخذ كل وسيلة لذلك ولو كانت منافية للدين والأخلاق ففي سبيل إطفاء شعلة عاشوراء ودفن قضية كربلاء ولجأوا إلى اختلاق اخبار جعلوها أحاديث ونسبوها إلى جد الحسين (عليه السلام) الا ان عدم التنسيق في وسائل الأعلام لهؤلاء الحكام جعلها متخالفة متضاربة.
أتوا بهذه الاخبار العظيمة والكثيرة العدد بغية دفن قضية كربلاء ولكن فشلوا وبقيت قضية كربلاء على ما هي عليه القضية العظيمة جدا استحلال دم الحسين عليه السلام.
وقد أصاب الشريف الرضى (رضي الله عنه) في وصف هذا الامر إذ قال:
كانت مآتم بالعراق تعدها * أموية بالشام من أعيادها جعلت رسول الله من خصمائها * فلبئس ما ادخرت ليوم معادها نسل النبي على صعاب مطيها * ودم النبي على رؤوس صعادها (1) معاوية يعلن عاشوراء يوم عيد:
ومما يؤيد ان الاعلان عن عاشوراء كعيد هو من بدع الأمويين هو ما ورد ان معاوية أيضا عبر عن عاشورا بالعيد ولم يعهد من أحد لا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الكريم ولا من الصحابة التعبير عنه بالعيد اللهم الا ان يكون الصحابي أمويا أو عميلا لآل أمية أو مستنا بشرع اليهود.
1 - عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني يحيى بن محمد بن عبد الله صيفي (2): ان عمرو بن أبي يوسف - أخا بنى نوفل - أخبره انه سمع معاوية على المنبر يقول: ان يوم عاشوراء يوم عيد فمن صامه فقد كان يصام ومن تركه فلا حرج. (3)

١ - مجلة الهادي السنة السابعة العدد الثاني.
٢ - مختلف في اسمه، انظر تهذيب التهذيب ١١: ٢١٢.
3 - مصنف عبد الرزاق 4: 291 / ح 7850. وقد أورده البخاري وليس فيه كلمة العيد.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»