ذو الحجة فذلك حين يقول في خطبته: ا ن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.
قال الطباطبائي: ومحصله على ما فيه من التشويش والاضطراب ان العرب كانت قبل الاسلام تحج البيت في ذي الحجة غير أنهم أرادوا ان يحجوا كل عام في شهر فكانوا يدورون بالحج الشهور شهرا بعد شهر وكل شهر وصلت إليه النوبة عامهم ذلك سموه ذا الحجة وسكتوا عن اسمه الأصلي، ولازم ذلك أن يتألف كل سنة فيها حجة من ثلاثة عشر شهرا، وان يتكرر اسم بعض الشهور مرتين أو أزيد كما يشعر به الرواية، ولذا ذكر الطبري ان العرب كانت تجعل السنة ثلاثة عشر شهرا، و في رواية: اثني عشر شهرا وخمسة وعشرين يوما، ولازم ذلك أيضا ان تغيير أسماء الشهور كلها وان لا يواطئ اسم الشهر نفس الشهر الا في كل اثنتي عشرة سنة مرة إن كان التأخير على نظام محفوظ، وذلك على نحو الدوران. ومثل هذا لا يقال له الإنساء والتأخير، فان اخذ السنة ثلاثة عشر شهرا وتسمية آخرها ذا الحجة تغيير لأصل التركيب لا تأخير لبعض الشهور بحسب الحقيقة.
فالحق ان النسئ هو ما تقدم انهم كانوا يتحرجون من توالى شهور ثلاثة محرمة فينسؤن حرمة المحرم إلى صفر ثم يعيدونها مكانها في العام المقبل... (1) إصرار على الغلط:
قال المحدث القمي: ومما لا ينقضي منه العجب كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني في محكى كتابه غنية الطالبين ولا بأس بذكره، قال: وقد طعن قوم على صيام هذا اليوم العظيم وما ورد فيه من التعظيم وزعموا أنه لا يجوز صيامه لأجل قتل ا لحسين بن علي (عليهما السلام) فيه وقالوا: ينبغي ان تكون المصيبة فيه عامة على جميع الناس لفقده وأنتم