صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الأموية - نجم الدين الطبسي - الصفحة ١٣١
عن الحروب والغارات ثلاثة أشهر متواليات فسألوا بعض بنى كنانة ان يحل لهم ثالث الشهور الثلاثة، فقام فيهم بعض أيام الحج بمنى وأحل لهم المحرم ونسأ حرمته إلى صفر، فذهبوا لوجههم عامهم ذلك يقاتلون العدو، ثم رد الحرمة إلى مكانه في قابل، وهذا هو النسئ.
وأضاف الطباطبائي قائلا: وكان يسمى المحرم صفر الأول، وصفر صفر الثاني، فلما أقر الاسلام الحرمة لصفر الأول عبروا عنه بشهر الله المحرم، ثم لما كثر الاستعمال خفف وقيل: المحرم واختص اسم صفر بصفر الثاني، فالمحرم من الألفاظ الاسلامية، كما ذكره السيوطي في المزهر. (1) أقول: وعليه فلم يتحقق موضوع لمحرم بالمعنى الاسلامي في الجاهلية، وإن صومهم في الجاهلية عاشوراء من المحرم لم يكن بالمعنى المعروف المشهور عندنا.
معنى آخر للنسئ:
أخرج عبد الرزاق... عن مجاهد في قوله: انما النسئ زيادة في الكفر، قال:
فرض الله الحج في ذي الحجة، وكان المشركون يسمون الأشهر ذا الحجة والمحرم و صفر وربيع وربيع وجمادى وجمادى وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة و ذو الحجة، ثم يحجون فيه، ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه، ثم يعودون فيسمون صفر صفر، ثم يسمون رجب جمادى الآخرة، ثم يسمون شعبان رمضان ورمضان شوال، ويسمون ذا القعدة شوال، ثم يسمون ذا الحجة ذا القعدة، ثم يسمون المحرم ذا الحجة، ثم يحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة.
ثم عادوا إلى مثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل شهر عاما حتى وافق حجة أبى بكر الآخرة من العام في ذي القعدة، ثم حج النبي حجته التي حج فيها فوافق

(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»