الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩٢
فالرضى ثمرة التسبيح والعبادة، وهو وحده جزاء حاضر ينبت من داخل النفس، ويترعرع في حنايا القلب) (1).
الآية الرابعة والخامسة في سورة الروم:
قال تعالى: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون (17) وله الحمد 0 في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون (.
التحقيق حول الآيتين الكريمتين:
نص الكثير من الفقهاء والمفسرين من الفريقين أن التسبيح في الآية هو الصلوات الخمس المكتوبة، وهو خبر، ولكن المراد به الأمر، أي سبحوه ونزهوه بمعنى: صلوا له في هذه الأوقات.
ووردت في ذلك نصوص صريحة عن بعض الصحابة والتابعين كما سيأتي.
ووجه تسمية الصلاة بالتسبيح هو أن التسبيح تنزيه لله تعالى عن صفات المخلوقين، إذ هو المتعال عنهم المختص بالعبادة له دونهم، وكما أنه منزه عن صفات المخلوقين كذلك هو جل وعلا متصف بما وصف به نفسه من صفات الكمال المطلق الذي لا يتصف به المخلوقين، ومن كان كذلك استحق مطلق الحمد والثناء، ولذلك قرن الحمد له بالتسبيح.

(١) في ظلال القرآن ج 16 / 107.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»