الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٩١
تكون في أوقات الصفاء والجمال والبهجة وإشراق الجو بنور بهج بديع مشرق مذكر بالنور الإلهي المالئ للكون " وقبل غروبها " وقت الظهر ووقت العصر، وقد أزفت ترحل من العالم الأرضي إلى عالم أرضي آخر، فتكون الصلاة في هذين الوقتين للاعتراف بما حباه الله للناس من النور الذي أكسبهم حياة ومعيشة، وسبب لهم الخيرات والنعم، وأحاطهم بأصناف الكرامات من جنات وأعناب وسحاب وضياء به يبصرون طرقهم (ومن آناء الليل فسبح (الآناء جمع إني بالكسر والقصر، أو آناء بالفتح والمد أي الساعات يقول: صل في ساعات الليل المغرب والعشاء... وأما قوله تعالى (وأطراف النهار (فإنه تكرار لصلاة الصبح وصلاة المغرب وهو معطوف على " قبل " يقول الله: سبحني في هذه الأوقات (لعلك ترضى (أي رجاء أنك ترضى...) (1).
10 - وقال الأستاذ (سيد قطب) في تفسيره:
(وأتجه إلى ربك بحمده قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. في هدأة الصبح وهو يتنفس ويتفتح بالحياة، وفي هدأة الغروب والشمس تودع، والكون يغمض أجفانه، وسبح بحمده فترات من الليل والنهار.. كن موصولا بالله على مدار اليوم... لعلك ترضى.
إن التسبيح بالله اتصال، والنفس التي تتصل تطمئن وترضى، ترضى وهي في ذلك الجوار الرضي، وتطمئن، وهي في ذلك الحمى الآمن.

(١) تفسير الجواهر ج ١٠ / 142 - 143.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»