وهو المعبر عنه بجمع التأخير. ومنها ما فيه البيان بلفظ محتمل للجمع الصوري والجمع الحقيقي معا. ومنها ما فيه البيان بالجمع في حالة الجد في السير تارة وفي حالة الاستقرار والنزول بمكان تارة أخرى.
وكل تلك الأحاديث بأقسامها ثابتة عن النبي (ص) وصحيحه عندهم، ويحتج بها بعضهم على بعض، فليزم إذا الأخذ بها جميعا، في حين نرى الفتاوى لأهل السنة مختلفة، وكل فريق منهم يشترط في جمع السفر شروطا لم يرد ذكرها في الأحاديث، ولا تكاد تتفق للإنسان إلا نادرا (1) ويؤول الأحاديث تأويلا بعيدا عن منطقها، والأخذ بظاهرها... وإليك بعض الأمثلة على ذلك في البيانات التالية:
4 - قسم من أحاديث الجمع سفرا تنقض التأويل بالجمع الصوري:
يؤول الحنفية جميع الأحاديث الواردة حضرا وسفرا بأن الجمع فيها كان صوريا، ولذا لا يجيزون الجمع بين الصلاتين مطلقا. وقد علمت سابقا أن الجمع الصوري تأويل منقوض ومردود من وجوه، ولا سيما في بعض نصوص أحاديث الجمع في السفر التي يرويها حتى الحنفية أنفسهم، وتلك النصوص تراها صريحة كل الصراحة في الجمع الحقيقي لا الصوري.
فهذا الإمام الشوكاني وهو من كبار الحنفية، والذي يصر على أن الجمع بين الصلاتين كان صوريا لا حقيقيا، يروي لنا مع ذلك في كتابه