الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٩٣
النبي (ص) ثم عن أصحابه ثم ما أجمع عليه المسلمون من جمع الناس بعرفة ثم بالمزدلفة " (1).
نعم، هذه هي السنة: الجمع بين الصلاتين في السفر، في حين ينقل الزرقاني في شرحه على (موطأ مالك)، والشوكاني في (نيل الأوطار)، وغيرهما عن المالكية والشافعية قولهم بأن: ترك الجمع للمسافر أفضل، وعن مالك رواية بكراهته، وكذا في كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة) (2).
وما أدري إذا كان الجمع في السفر سنة نبوية ثابتة فلماذا يكون مكروها؟ ولماذا يكون ترك الجمع أفضل؟!
وبذلك اتضح لنا أن أهل البيت (ع) مع السنة كما هم مع الكتاب (لن يفترقا) فأتبعهم.
3 - أقسام الأحاديث وكيفيات الجمع سفرا:
إن أخبار الجمع في السفر جاءت على أقسام، منها ما فيه إثبات لفظ الجمع مجملا غير مبين أنه تقديم أو تأخير، جمع حقيقي أو صوري، جمع أثناء السير والجد به أو أثناء النزول والاستقرار بمكان. ومنها ما فيه كيفية الجمع التي رآها الصحابي من النبي (ص) من ضم الثانية إلى الأولى في وقتها وهو المعبر عنه بجمع التقديم، وضم الأولى إلى الثانية في وقتها

(1) إزالة الخطر ص 17.
(2) المصدر السابق ص 22.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»