2 - سيرة النبي (ص) الجمع في السفر دائما دون التفريق:
الظاهر لنا منها أن سيرة النبي (ص) كانت الجمع بين الصلاتين في كافة أسفاره بصورة دائمية، بحيث ما كان يفرق بينهما في السفر، وما عثرنا - على كثرة تتبعنا - على حديث واحد يصرح بأن النبي فرق بين الصلاتين في سفر، ومن هنا اشتهرت أحاديث الجمع سفرا أكثر من اشتهارها حضرا، وأرى أن العلة في ذلك هي ما أشرنا إليه سابقا من سقوط النوافل عن المسافر ما دام مسافرا حتى يرجع إلى وطنه ما لم ينو الإقامة عشرة أيام.
وهذا مما يدل دلالة واضحة على أن التفريق مشرع من أجل النافلة، وحيث أن النافلة تسقط في السفر فلذا كان النبي (ص) يجمع بينهما دائما في أسفاره من غير أن يعجله شئ و لا يطلبه عدو و لا يخاف شيئا. روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) بسنديهما عن أبن عمر أنه قال: " صحبت النبي (ص) فلم أره يسبح في السفر، أي لا يصلي نوافل الصلاة " (1).
ومن هنا روى البيهقي في (سننه) بسنده عن جابر بن زيد عن أبن عباس " أنه (رض) كان يجمع بين الصلاتين في السفر ويقول: هي السنة " (2).
وقال البيهقي في (سننه): " أن الجمع بين الصلاتين بعذر السفر من الأمور المشهورة المستعملة فيما بين الصحابة والتابعين، مع الثابت عن