الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٩١
المؤمنين عائشة، وحبر الأمة عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، ومعاذ بن جبل... وهؤلاء ثمانية نقلنا أحاديثهم عن (مسند أحمد) فقط، كما وقد رويت عن غيرهم من الصحابة أيضا كعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأبي جحيفة، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، وقد نقلها من التابعين عن هؤلاء الصحابة خلق كثير بطرق كثيرة تؤيد بعضها بعضا. وفي طليعة التابعين الإمام زين العابدين (فقد روى عنه المحدثون ومنهم مالك بن أنس في (الموطأ) ج 1 / 295 ما نصه: " وحدثني عن مالك أنه بلغه عن علي بن الحسين (أنه كان يقول: كان رسول الله (ص) إذا أراد أن يسير يومه جمع بين الظهر والعصر، وإذا أراد أن يسير ليله جمع بين المغرب والعشاء " ونقل الزرقاني في تعليقه على هذا الحديث عن ابن عبد البر أنه قال: هذا حديث يتصل من رواية مالك من حديث معاذ بن جبل وابن عمر بمعناه، وهو عند جماعة من أصحابه مسند.
وخالف في ذلك الحنفية فأفتوا بعدم جواز الجمع حتى في السفر بتأويل أن الجمع من النبي (ص) كان صوريا، وهو تأويل مردود بصراحة أحاديث الجمع سفرا، وسيأتيك البيان.
وبذلك اتضح لنا أن أهل البيت (ع) مع السنة النبوية، كما هم مع الكتاب (لن يفترقا) فاتبعهم.
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»