وأما من أول بأن النبي (ص) كان حينما صلى الظهر في غيم، ثم انكشف فبان له أن وقت العصر قد دخل فصلاها فيه.. فهو تخرص ومجازفة ورجم بالغيب، بل طعن في النبي وصحابته، وحاشاهم. ومن هنا قال الحافظ الغماري في رد هذا التأويل:
" وأما تأويله بأنه كان في غيم ثم انكشف فهو مما يستحى من ذكره، ويجل المرء عن حكايته ولو على سبيل القدح فيه. وقد عقبه المازري بقوله:
(وهذا يضعفه جمعه بالليل، لأنه لا يخفى دخول الليل حتى يلتبس دخول المغرب بوقت العشاء ولو كان الغيم..) ولا يخفى ما في تعبيره عن هذا التأويل الفاسد بالضعف، من الضعف، والأولى - كما فعل عياض والنووي - حيث عبرا عن هذا التأويل بالبطلان " (1).
وسيأتيك نص النووي في (شرح صحيح مسلم) على بطلان هذا التأويل.
وبذلك اتضح لنا أن أهل البيت " مع السنة النبوية كما هم مع الكتاب (لن يفترقا) فاتبعهم.
9 - نقض تأويل أن الجمع كان في حالة المرض:
أما من أوله بأن الجمع كان في حالة المرض، وهذا التأويل قاله بعض التابعين، وبه أفتى أحمد بن حنبل وإسحاق، كما نص الترمذي في