الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٣٢
والعشي (كما في مجمع البحرين) " بفتح العين وتشديد الياء، من بعد زوال الشمس إلى غروبها. قال: وصلاة العشي: الظهر والعصر إلى ذهاب صدر الليل " (1).
وتطلق كلمة (العصران) على الغداة والعشي وصلاتهما الصبح والظهر والعصر كما في حديث النبي (ص) قال: " حافظ على العصرين.. فقلت: وما العصران؟ قال: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها " (2).
كما تطلق (العصران) على الليل والنهار، قال الشاعر:
ولن يلبث العصران يوما وليلة * إذا طلبا أن يدركا ما تيمما والعصر: العشي إلى احمرار الشمس، والعشي يبدأ من زوال الشمس كما مر. ويقال له العصر، فإضافة الصلاة إليه لا تقتضي أن يكون وقتها هو الوقت الذي صار متعارفا إيقاعها فيه لدى أهل السنة وهو ما بعد صيرورة ظل الشيء مثله إلى مثليه، بل العصر أوسع من هذا. ولذا تنسب الصلاتان الظهر والعصر إلى كل واحد منهما فيقال: صلاة الظهرين، كما يقال: صلاة العصرين لاشتراك وقتهما.
وأما المغرب فهو لغة: المكان الذي تغرب منه الشمس، ومعنى غربت الشمس غروبا أي بعدت وتوارت في مغيبها، فالمغرب إذا وقت غروب الشمس في حين صلاة المغرب يستمر وقتها إلى ما بعد ذلك، وإنما نسبت إليه باعتبار أول وقتها غروب الشمس.

(1) مجمع البحرين للطريحي ص 58.
(2) مستدرك الصحيحين للحاكم ج 1 / 199.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»