الجمع بين الصلاتين - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٦٠
وكذا دليل السنة النبوية حيث جمع النبي (ص) بأصحابه مرارا بين العشائين، كما جمع بين الظهرين جمع تقديم، وجمع تأخير، في الحضر والسفر، وبغير عذر. وما ذلك إلا لأن وقت المغرب يشترك مع وقت العشاء، والعشاء مع المغرب، وأن وقت العشاء يدخل بمجرد الفراغ من المغرب، لا أن وقته يبدأ من مغيب الشفق، كما اتفقت عليه المذاهب الأربعة من أن وقت العشاء يبتدئ من مغيب الشفق.
ثالثا - قول الحنفية والشافعية بامتداد وقت العشاء إلى طلوع الفجر الصادق يخالف ظواهر القرآن في آياته (كما أشرنا إليه سابقا) في قوله تعالى: (وزلفا من الليل ( أي ساعات منه قريبة من النهار، وقوله تعالى: (آناء الليل (أي ساعات منه، وقوله تعالى في سورة ق، والطور، والإنسان (ومن الليل (وقلنا: أن (من) هنا للتبعيض بلا خلاف، أي بعض الليل لا كله.
أما قول المالكية والحنبلية من أن وقت العشاء ينتهي في الثلث الأول من الليل فهو مخالف للسنة النبوية ببقاء الوقت إلى نصف الليل راجع الأحاديث المرقمة (24 و 25 و 26 و 27 و 28) من أن النبي (ص) أخر يوما صلاة العشاء إلى نصف الليل، فصلاها في ذلك الوقت بمن كان ينتظر من أصحابه وقوله لهم: أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها، وهذا نص عملي ببقاء وقت العشاء إلى نصف الليل، وعين (ص) آخر وقت العشاء في الحديث رقم (28) حيث قال: آخر وقت العشاء الآخرة نصف الليل.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»