الشمس، وترتفع فوق الجبل حمرة، ويؤذن عندنا المؤذن، أفأصلي حينئذ وأفطر إن كنت صائما، أو أنتظر حتى تذهب الحمرة التي فوق الجبل؟ فكتب إلي: أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة، وتأخذ بالحائطة لدينك ".
فمن هذه الأحاديث وغيرها وهي كثيرة، اشتهر عند الشيعة، وجرت سيرتهم على تأخير صلاة المغرب إلى ذهاب الحمرة المشرقية أو ارتفاعها الذي يكون بعد عشرة دقائق (تقريبا) من غياب قرص الشمس عن العيان، ذلك لاحتمال حجبها بضباب أو سحاب أو جبل أو غير ذلك، وربما استدل بعضهم على ذلك بقوله تعالى: (ثم أتموا الصيام إلى الليل (والليل يتحقق بذهاب الحمرة المشرقية، أما قبله لا يصدق عرفا أنه ليل (1).
ومعلوم أن الاحتياط للدين في الصلاة والصيام يقضي به، إذ فيه يكون الغروب ودخول الليل محققا، ومن هنا قال فقيه عصره سيدنا السيد محسن الحكيم (قدس سره) في (المستمسك) بعد سرد الأحاديث الدالة على تحقق الغروب بذهاب الحمرة المشرقية، وتعليقه عليها تعليقا علميا قال أخيرا: " فلا يبعد الحمل على إرادة أن زوال الحمرة طريق قطعي إلى غياب الشمس عن دائرة الأفق، بحيث لا يبقى احتمال كونها طالعة وأنها محجوبة بحائل من جبل أو غيره " (2).
وعلى كل استمر العمل بذلك عند الشيعة قديما وحديثا، ويرى بعض العلماء كالشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في (الوسائل) ج 5 / 189