قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٥ - الصفحة ٢٨٢
وروى عن أبي يحيى، قال: سمعت علياً يقول: يا باهلة اغدوا وخذوا حقّكم مع النّاس، واللَّه يشهد انّكم تبغضوني وانّي أبغضكم».
امّا جدّ مسلم بن عمرو، فكان حامل عهد يزيد بن معاوية لابن زياد، وابنه قتيبة كان أمير خراسان من قبل الحجّاج بن يوسف الثّقفي، وهو الّذي افتتح خوارزم وسمرقند وبخارا.
وامّا المؤلّف فهو من أكابر المؤرّخين والمؤلّفين من السنّة، اعتمدوا عليه في تواريخهم واستندوا إلى رواياته في كتبهم. وذكر تآليفه المتنوّعة مؤلّفوا المعاجم والفهارس في مؤلّفاتهم، ومن مؤلّفاته كتابه في تاريخ الخلفاء المعروف (بالإمامة والسّياسة) وهو من كتبه يقيناً، وقد جاء فيه فيما جرى في بيعة أبي بكر بن أبي قحافة: انّ عليّاً كرم اللَّه وجهه أتي به إلى أبي بكر، وهو يقول: أنا عبد اللَّه أخو رسول اللَّه، فقيل له: بايع أبا بكر، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم. لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ... فقال له عمر: انّك لست متروكاً حتّى تبايع. فقال له علي:
احلب حلباً لك شطره وشدّ له اليوم يردده عليك غدا، ثمّ قال: واللَّه يا عمر لا أقبل قولك ولا ابايعه ...
فقال علي: اللَّه اللَّه، يا معشر المهاجرين لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب من داره وقعر بيته الى دوركم وقعور بيوتكم وتدفعون أهله عن مقامه في الناس وحقّه، فواللَّه يا معشر المهاجرين لنحن أحقّ النّاس به لأنّا أهل البيت ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارى ء لكتاب اللَّه الفقيه في دين اللَّه العالم بسنن رسول اللَّه المتطلّع لأمر الرعيّة الدّافع عنهم الأمور السيّئة القاسم بينهم بالسويّة، واللَّه انّه لفينا فلا تتّبعوا الهوى فتظلّوا عن سبيل اللَّه فتزدادوا من الحقّ بعداً.
فقال بشير بن سعيد الانصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة