الغيبية الأعيانية. ورابعها، (حضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الشهادة)، وهي الوجهة الظاهرة الأسمائية، وعالمها الوجهة الظاهرة الأعيانية. وخامسها، (أحدية جمع الأسماء الغيبية والشهادية)، وعالمها الكون الجامع. وهاهنا بيان آخر لترتيب الحضرات والعوالم لا مجال لذكره.
قوله: هما صورتا أم الكتاب... ص 88، س 17 اعلم، أن (أم الكتاب) هي الحضرة الاسم الله بالتجلي التام الجمعي في الحضرة الواحدية. وأما صورة هذا الكتاب الجامع الإلهي فهو مقام الألوهية بمقامي الجمع، أي، الحضرة (الرحمانية) و (الرحيمية). وكل من (الرحمانية) و (الرحيمية) كتاب جامع إلهي: والأول (أم الكتاب) باعتبار، والثاني (الكتاب المبين). وأما (كتاب المحو والإثبات) فهو مقام الفيض المطلق المنبسط بالوجهة الخلقية. وإن شئت قلت، الوجهة اليلي الحقي أم الكتاب لا يتغير ولا يتبدل، والوجهة اليلي الخلقي هو (كتاب المحو والإثبات). وكيفية المحو والإثبات على المشرب العرفاني هي إيجاد جميع الموجودات باسمه (الرحمن) و (الباسط)، وإعدامها باسمه (المالك) و (القهار). ففي كل آن يكون الإعدام والإيجاد على سبيل الاستمرار: (عنكبوتان مگس قديد كنند عارفان هر دمى دو عيد كنند). وبهذا يظهر سر الحدوث الزماني في جميع مراتب الوجود عند أهل المعرفة، فتدبر (8) قوله: فكل ما في الوجود... ص 89، س 13 عند التحقيق العرفاني، كلها كتب جامعة فيها مسطور كل الأحكام الإلهية، كما أن الأسماء باعتبار كلها جامعة لجميع الأسماء وهو جهة استهلاكها في أحدية جمع الجمع، كما أشير إليه في الدعاء: (اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها، وكل أسمائك كبيرة). فباعتبار ظهور الكثرة للأسماء، أعظم وغير أعظم والكتب بعضها جامعة وبعضها غير جامعة، وباعتبار اضمحلالها في الجمع الأحدي كلها أعظم و جامع.