شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٥٨
الواحدية، أو هي حيث تكون في حجاب الأعيان أو (الفيض المقدس) باعتبار احتجابه بالتعينات الخلقية (3) قوله: ولكل جلال جمال... ص 41، س 14 بل الأسماء كلها في الكل. فكل اسم بالوجهة الغيبية له أحدية الجمع، بل كل الأسماء هو الاسم الأعظم، كما أشار إليه باقر العلوم، عليه السلام، في قوله: (اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها، وكل أسمائك كبيرة). وإليه الإشارة في قول الصادق، عليه السلام: (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه). فالجمال ظهور الجمال و الجلال باطن فيه، وبالعكس. فالنار صورة الغضب الإلهي وباطنها الرحمة، لأنها خلقت لأجل تخليص العباد عن لوازم أعمالهم، تدبر.
قوله: وذلك التكثر... ص 42، س 11 الفرق بين ذلك التكثر المعقول، والذي ذكره بعد بقوله من وجه، هو أن الأول يحصل بحسب شهود أرباب المشاهدة وأصحاب المعرفة، والثاني يحصل بحسب تجليات ذاتة لذاته في الحضرة الواحدية العلمية.
قوله: لكن باعتبار ظهور الذات فيها... ص 43، س 17 هذا الميزان الذي ذكره في تميز أسماء الذات وغيرها، ليس في الذوق العرفاني بشئ، بل ما يقتضى السلوك الأحلى والمشرب الأعلى هو أن السالك بقدم العرفان إذا فنى عن فعله وحصل له المحو الجمالي الفعلي، تجلى الحق بحسب تناسب قلبه عليه، فكلما تجلى الحق في هذا المقام لقلب السالك، فهو من أسماء الأفعال، فإذا أخبر عن مشاهداته، يكون إخبارا بالأسماء الفعلية. وإذا خرق الحجاب الفعلي ومحا عن الأفعال بتجلي الحق على قلبه بالأسماء الصفاتية، فكلما شهد في هذا المقام، فهو من تلك الحضرة حتى إذا فنى عن تلك الحضرة وتجلى الحق له بالأسماء الذاتية، فعند ذلك يكون مشاهداته من الحضرة الأسمائية الذاتية. وفي كل من المقامات يكون أهل السلوك

(3) - والسائل عن النبي، صلى الله عليه وآله، هو أبو رزين العقيلي الذي عبر عنه (ره) بالأعرابي.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 153 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»