شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٢٣
في الكتاب مسطور بأمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، فهو معذور. كما أن المنكر المغرور معذور (15) وقوله: (وجعله آية على عنايته) إشارة إلى قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية). وهذا أيضا صريح في نجاته، لأن (الكاف) خطاب له. أي، ننجيك مع بدنك من العذاب، لوجود الإيمان الصادر منك بعد العصيان. والله أعلم بالسرائر من كل مؤمن وكافر.
(فكان موسى، عليه السلام، كما قالت امرأة فرعون فيه: (إنه قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا). وكذلك وقع: فإن الله نفعهما به، عليه السلام، وإن كانا) أي، فرعون وامرأته. (ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون و هلاك آله. ولما عصمه الله من فرعون: (أصبح فؤاد أم موسى فارغا). من الهم الذي كان قد أصابها.) ظاهر.
(ثم، إن الله حرم عليه المراضع حتى أقبل على ثدي أمه، فأرضعته، ليكمل الله لها سرورها به.) أي، من جملة الاختصاصات والنعم التي كان في حق موسى و أمه أن الله حرم عليه المراضع حتى لا يقبل إلا ثدي أمه، فإن الطفل لا يوافقه شئ مثل لبن أمه. فجعل رضاعته وربوبيته على يد أمه ليكمل الله لها سرورها بولدها.

(15) - إذا كان قول الشيخ، عظم الله قدره، مخالفا للكتاب والسنة، أو مخالفا للعقل الصريح، لا يقبل من أمثال الشارح العلامة في مقام تصحيح قول الشيخ الكبير أن الشيخ معذور في إظهار ما قال في الكتاب، لأن الشيخ ليس من المعصومين عن الخطاء. زعم الشيخ أن الذبيح إسحاق قد ومن يعتقد بما زعمه الشيخ يجب أن يقبل أن مقدمات الذبح وقعت في المسجد الأقصى، مع أن الشيخ صرح نفسه بأن قرن الكبش كان في المكة إلى يوم هجمة الحجاج اللعين لأخذ ابن الزبير اللعين الذي جعل المكة مأمن قتلة الإمام حسين بن على، الذي قال النبي، صلى الله عليه وآله، في حقه: (حسين منى، وأنا من حسين). لأن الولاية باطن النبوة. (ج)
(١١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1118 1119 1120 1121 1122 1123 1124 1125 1126 1127 1128 ... » »»