في الكتاب مسطور بأمر الرسول، صلى الله عليه وسلم، فهو معذور. كما أن المنكر المغرور معذور (15) وقوله: (وجعله آية على عنايته) إشارة إلى قوله تعالى: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية). وهذا أيضا صريح في نجاته، لأن (الكاف) خطاب له. أي، ننجيك مع بدنك من العذاب، لوجود الإيمان الصادر منك بعد العصيان. والله أعلم بالسرائر من كل مؤمن وكافر.
(فكان موسى، عليه السلام، كما قالت امرأة فرعون فيه: (إنه قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا). وكذلك وقع: فإن الله نفعهما به، عليه السلام، وإن كانا) أي، فرعون وامرأته. (ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون و هلاك آله. ولما عصمه الله من فرعون: (أصبح فؤاد أم موسى فارغا). من الهم الذي كان قد أصابها.) ظاهر.
(ثم، إن الله حرم عليه المراضع حتى أقبل على ثدي أمه، فأرضعته، ليكمل الله لها سرورها به.) أي، من جملة الاختصاصات والنعم التي كان في حق موسى و أمه أن الله حرم عليه المراضع حتى لا يقبل إلا ثدي أمه، فإن الطفل لا يوافقه شئ مثل لبن أمه. فجعل رضاعته وربوبيته على يد أمه ليكمل الله لها سرورها بولدها.