شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١١٩
فالإشارة إلى حركتها، أي إلى حركة الأرض التي هي البدن الإنساني، قوله:
(فاهتزت) في قوله تعالى: (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت و ربت وأنبتت من كل زوج بهيج).
(وحملها قوله: (وربت).) أي، الإشارة إلى حملها، أي حمل الأرض التي هي البدن، قوله: (وربت). أي ازدادت.
(وولادتها) أي، والإشارة إلى ولادة الأرض المذكورة. (قوله: (وأنبتت من كل زوج بهيج). أي، أنها) أي، أن الأرض (ما ولدت إلا من يشبهها، أي طبيعيا مثلها. فكانت الزوجية التي هي الشفعية لها) أي، الأرض البدن. (بما تولد منها وظهر عنها.) أي، كما حصلت الزوجية التي هي المسماة ب‍ (الشفعية) بواسطة ما تولد منها وظهر عنها (كذلك وجود الحق كانت الكثرة له، وتعداد الأسماء أنه كذا وكذا بما ظهر عنه من العالم الذي يطلب بنشأته (12) حقائق الأسماء الإلهية.) أي، كذلك الكثرة حصلت لوجود الحق بواسطة ما ظهر منه من وجود العالم، لأنه يطلب بحقيقته ونشأته المرتبية حقائق الأسماء الإلهية، وهي الأرباب المتكثرة.
(فثبت به وبخالقه أحدية الكثرة.) أي، فثبت بالعالم والحق الذي هو خالقه، أي بهذا المجموع، أحدية الكثرة. كما مر في (الفص الإسماعيلي) أن مسمى الله أحدي بالذات كل بالأسماء والصفات.
وصحف بعض الشارحين قوله: (وبخالقه) وقرأ (يخالفه) من (الخلاف). وهو خطأ (13)

(12) - أي، بنشأته التي هي الحاملة للقوابل. (ج) (13) - أراد من (بعض الشارحين) أستاذه العريف في هذا العلم، أي علم المكاشفة، حيث قال، مولانا، عبد الرزاق الكاشاني. في بعض النسخ: (فثبتت به ويخالفه ويخالفه أحدية الكثرة). ومعناه: ثبتت حقائق الأسماء الإلهية، أي، تعينت من ذات الوجود المطلق بالعالم المتقرر في العدم الواقعي في حضرة الإمكان والواحدية بالتحقق الثبوتي، وطلب من الأسماء أو الحق الوجود والظهور باللسان الثبوتي - على اصطلاحهم. وأجاب الحق طلب الأعيان وأظهرها بالوجود الساري والنفس الرحماني بوساطة الأسماء، وقد تكثر الوجود بإضافته إلى الأعيان، وظهر أثر الأسماء في الأعيان. ويخالفه، أي العالم أو الأعيان المبدأ للكثرة، أحدية الكثرة، وأن العالم قبل ظهوره بوصف الكثرة أحدي العين.
ومما ذكرناه يظهر أنه لا إشكال ولا تصحيف من الشارح الكاشاني بناء على النسخة التي كتب فيها: (يخالفه). وقال المحقق الكاشاني (رض): (قوله: (يثبت به) أي، بالعالم.
والمعنى أنه كما شفعت المواليد من الثمرات... كذلك كثرة الأسماء شفعت أحدية وجود الحق، فإن الأسماء تعينت للوجود الحق بالعالم، إذ هو المربوب المألوه المقتضى وجود الإلهية والربوبية، وهما لا يكونان إلا بالأسماء. قوله: (ويخالفه أحدية جمع الكثرة) أي، و يخالف ما ظهر منه من العالم أحدية الكثرة التي له لذاته). هذا ما ذكره الشيخ العارف المكمل، أبو الغنائم، ملا عبد الرزاق، في شرحه. (ج)
(١١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1114 1115 1116 1117 1118 1119 1120 1121 1122 1123 1124 ... » »»