شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١١٠
عنه، مأمور بإظهار هذا المعنى، والمأمور معذور (3)

(3) - وليعلم أن في هذا الكتاب مواضع متعدد مخالفة للكتاب والسنة والعقل المضاعف قد فكيف يقول الشارح إن الشيخ الكبير معذور بإظهار الأغلاط و ح استنادها إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله قد وقد صرح في (الفص الداودي): (أما رتبة سليمان فبالإصابة في الحكم. وأما رتبة داود فبالاجتهاد، وإن وقع خلاف ما في علم الله). وما ذكره خطأ صريح، لأن الأنبياء يأخذون الأحكام الواقعية، ولا سبيل للخطأ فيهم، وكذا علم الورثة المحمدية الذين يأخذون الأحكام عن المأخذ الذي أخذ منه رسول الله. ولا سبيل لأحد أن يقول إن ما صرح الشيخ في هذا المقام مما أمره رسول الله بإظهاره والمأمور معذور قد وأما مسألة اتحاد الأرواح، أي اتحاد أرواح الأطفال مع النفس الكلية الموسوية، عليه السلام، لا يخلو عن مناقشة وإشكال، وليس هذا الأمر من الأمور المسلمة، بل من الأمور التي فيها ألف كلام قد لأن نفوس الأفراد الإنسانية قبل بلوغها إلى المقام العقلاني عقول بالقوة، واقعة في مرتبة الخيال، بل نفس الطفل ليس خيالا تاما، ولذا آحاد ملائين من النفوس الجزئية ليست في حد إنسان واحد بالغ في القوة والكمال إلى العقل البالغ إلى مرتبة التجرد التام.
والقول بأن للحيوان والنبات والمعادن نفوسا مجردة عقلية كامنة في بواطن وجودهم إلا أن ظهور هذا العقل في الإنسان إنما هو لاعتدال مزاجه وتحقق شرائط ظهور النطق فيه، كلام شعري مغالطي، لأنه يلزم القسر الدائم وتعطيل القوة العقلية في غير الإنسان، والحال أن القسر ليس بأكثري ولا تعطيل في الوجود. مضافا إلى ما حررناه، أن النفس الكلية النبوية الموسوية، عليه السلام، إنما هي مبدأ ظهور نفوس أمته، ومنها النفوس الكلية الولوية أو النبوية التابعة لموسى الذي بلغ إلى أعلى مرتبة التمكين ويعد من الكاملين المكملين. وأما فناء النفوس الجزئية بالنفس الكلية النبوية ليس من قبيل فناء القطرة في البحر بل من قبيل فناء الناقص في الكامل، بمعنى اتصال هذه النفوس بالنفس الكلية.
ومن المعلوم أن معنى اتحاد المقيد مع المطلق عبارة عن اتحاد الرقيقة مع الحقيقة، وليس من قبيل اتحاد الاثنين. قال الأستاذ العارف المتأله، ميرزا مهدي آشتياني: إن النفوس الجزئية تكون من العلل الإعدادية التي يعد النفس الموسوي لقبول الفيض من حضرة الوجود (في جواب الحكيم المتأله السبزواري حيث أشكل على الشيخ النفسي في المقام أن الامتزاج في المجرد غير معقول). ومن المسلم للنفوس الكلية لأولى العزم من الرسل تهيا واستعدادا تاما مستكفيا بذواتهم، ويصل الفيض إليهم من الوجه الخاص بواسطة أسماء حاكمة على نفوسهم، ويصلون إلى مقام القرب بجذبة أو جذبات يسيرة، ثم ترجعون إلى الخلق بوجود حقاني لهداية النفوس، وإن لم يتجاوزوا من حد الإمكان بحيث صار وجودهم وجودا حقانيا تاما. والنبي الذي بلغ إلى أعلى مرتبة الكمال، ووصل إلى مقام البرزخية الكبرى، وفنت جهة إمكانيته وصار مظهرا للتجلي الذاتي، وبلغ إلى مقام (أو أدنى)، و كان حظه من البطون البطن السابع ومن الفتوح الفتح المطلق ويصل الفيض منه إلى الأنبياء والأولياء وكان نبيا وآدم بين الماء والطين وله السيادة المطلقة، هو نبينا. ولعترته حظ من جميع فضائله وعلومه بالوراثة.
(١١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1105 1106 1107 1108 1109 1110 1111 1112 1113 1114 1115 ... » »»