شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١١١
(فما ولد موسى إلا وهو مجموع أرواح كثيرة) باتحاد بعضها مع بعض. و يعلم سر هذا الاتحاد من يعلم كيفية تنزل الأرواح والمعاني من الحضرة العلمية في مراتب الجبروت والملكوت إلى أن يظهر في الصورة المشهودة من عالم الشهادة (جمع) على البناء للمفعول. (قوى فعالة) وإنما قال: فعالة: (لأن الصغير يفعل بالكبير.) أي، في الكبير بالتصرف فيه. (ألا ترى أن الطفل يفعل في الكبير بالخاصية فينزل الكبير من رياسته إليه فيلاعبه) الكبير. (ويزقزق له) أي، يتكلم بلسانه. (ويظهر له بعقله) أي، ينزل إلى مبلغ عقله. (فهو تحت تسخيره، وهو لا يشعر) أي، فالكبير تحت تسخير الطفل ولا يشعر أنه يسخره أو الطفل لا يشعر أنه يسخره (ثم، يشغله) أي، الطفل يشغل الكبير. (بتربيته وحمايته وتفقد مصالحه وتأنيسه حتى لا يضيق صدره. هذا كله من فعل الصغير بالكبير. وذلك لقوة المقام: فإن الصغير حديث عهد بربه، لأنه حديث التكوين، والكبير أبعد، فمن كان من الله أقرب، يسخر من كان من الله أبعد.) لطهارة نفسه ونسبته إلى منبع القوى والقدر، ولهذا كانت الأرواح المجردة فعالة في النفوس الناطقة، وهي في النفوس المنطبعة، وهي في الأجسام.
(كخواص الملك المقرب منه يسخرون الأبعدين) كذلك تصرف الكمل من الأنبياء والأولياء في غيرهم.
(١١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1106 1107 1108 1109 1110 1111 1112 1113 1114 1115 1116 ... » »»