شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٠٦
غيره. (ويعلم من حيث الجملة) أي، يعلم إجمالا أنه إله خالق لما سواه، ذو الجلال والإكرام. (ولا يشهد ذاته، كما قال: (لا تدركه الأبصار بل هو يدرك الأبصار). للطفه وسريانه في أعيان الأشياء.) تعليل للحكمين.
(فلا تدركه الأبصار كما أنها) أي، كما أن الأبصار. (لا تدرك أرواحها المدبرة أشباحها وصورها الظاهرة.) كما أنها لا تدرك الأرواح المدبرة أشباحها المثالية والصور الظاهرة الحسية.
وفي بعض النسخ: (كما أنها لا تدركه أرواحها المدبرة). فضمير (أنها) للقصة. كقوله تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). وفاعل (لا تدركه) (الأرواح)، وضمير (أرواحها) للأبصار.
(فهو (اللطيف)) عن إدراك البصائر والأبصار. (الخبير) على الضمائر والأسرار.
(والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور. فلا بد منها ولا بد منه) أي، الخبرة إنما تحصل بالذوق، والذوق بالتجلي، والتجلي يعطى الظهور في صور المظاهر، فلا بد من الصور التي يتجلى الحق فيها، ولا بد من الحق المتجلي بها.
(فلا بد أن يعبده من رآه بهواه. إن فهمت. وعلى الله قصد السبيل.) أي، و إذا كان لا بد من المجالي والمتجلى فيها، فلا بد من الناظر إليها والعابد لها بحكم سريان المحبة في جميع الأشياء بسريان الهوية الإلهية، فإنه إنما يتجلى بها ليعبد في جميع المراتب الوجودية، إن فهمت ما ذكرناه من قبل. وعلى الله إيضاح الطريق و بيان التحقيق. والله الهادي.
(١١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1101 1102 1103 1104 1105 1106 1107 1108 1109 1110 1111 ... » »»