شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١١٠٥
آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين.) أي، ولأن العلم اللدني الحاصل لهم يعطيهم أن يكونوا بحكم رسولهم ونبيهم لوجوب متابعة النبي، والنبوة ما يقتضى إلا الإنكار عليهم، فأنكروا ذلك، وبذلك الإنكار وبالاتباع للأنبياء سموا مؤمنين.
(فهم عباد الوقت) أي، فالعارفون عباد الله بحسب الوقت، وما يعطيه الحق بتجلي اسم (الدهر) في كل حين في صور أنبيائهم. أو العابدون للأصنام هم عباد الله بحكم أوقاتهم التي يتجلى لهم الحق فيها (مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها) أي، مع أن العارفين يعلمون أن العابدين للمجالي ما عبدوا الأصنام لأجل أعيانها المتكثرة المسماة بالأسماء الكونية. هذا على الأول. وعلى الثاني، أي مع علم العابدين بأنهم ما عبدوها لأجل أعيانها، بل لأجل أنها آلهة.
والثاني أنسب.
(وإنما عبدوا الله فيها بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم.) أي، عباد الأصنام إنما عبدوا الله في تلك المجالي بسبب تسلط سلطان التجلي الذي أدركه العابدون من المعبودين. فقوله: (بحكم) متعلق ب‍ (عبدوا الله). وإن جعلنا فاعل (عرفوه) عائدا إلى (العارفين)، وضمير (منهم) إلى (العابدين)، فمعناه: مع علمهم بحكم سلطان التجلي الذي عرفوه من العابدين أنهم ما عبدوا تلك الصور أعيانها. ف‍ (الباء) يتعلق ب‍ (العلم).
(وجهله المنكر الذي لا علم له بما تجلى) أي، وجهله المؤمن المنكر الذي لا علم له بأن الحق يتجلى بالصور الكونية. (ويستره العارف المكمل من نبي و رسول ووارث عنهم) عطف على قوله: (وجهله). وفي بعض النسخ:
(ويستره). أي، العارف يعرفه ويستره.
(فأمرهم) أي، أمر العارف المكمل المحجوبين. (بالانتزاح) أي، الاجتناب. (عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعا للرسول، طمعا في محبة الله إياهم بقوله: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم). فدعا) الرسول. (إلى إله يصمد إليه.) يحتاج ويفتقر إليه وهو لا يحتاج ولا يفتقر إلى
(١١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1100 1101 1102 1103 1104 1105 1106 1107 1108 1109 1110 ... » »»