وفي بعض النسخ: (من لم يعرف). وهو ظاهر (10) أو قال بعض من عرف أنه مجلي إلهي مقالة من لم يعرف. أي، عرف وتناكر تشبها بالجهال. ونسخة (من لم يعرف) تؤيد الأول.
(حتى قالوا: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا الشئ عجاب). فما أنكروه، بل تعجبوا من ذلك، فإنهم وقفوا مع كثرة الصور ونسبة الألوهية لها.) (اللام) في (لها) بمعنى (إلى). أي، سموا المجالي آلهة تعجبوا وقالوا: أ جعل الآلهة و هي المجالي والمعبودات المتعددة إلها واحدا قد فما أنكروا الإله، وإنما أنكروا وحدته بقولهم: (إن هذا لشئ عجاب). لأنهم كانوا واقفين مع المجالي المتكثرة بحسب الصورة جاعلين نسبة الألوهية إليها.
(فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد، يعرف ولا يشهد) على صيغة المبنى للمفعول. (بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه في قولهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).) أي، دعاهم الرسول إلى إله واحد معروف غير مشهود عندهم بشهادة أنهم أثبتوا إلها واعتقدوه، وجعلوا الأصنام المشهورة مقربات إلى الله، فالإله معلوم لهم، ثابت عندهم، غير مشهود بنظرهم (لعلمهم بأن تلك الصور حجارة، ولذلك قامت الحجة عليهم بقوله: (قل سموهم) فما يسمونهم إلا بما يعلمون أن تلك الأسماء لهم حقيقة.) أي، الأسماء الكونية، كالحجر والكوكب وغيرهما.
(وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه) وهم الذين يعرفون وحدة الحق و ظهوره في مجالي متعددة (فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور) أي، ينكرون المعبودات المتعينة مع علمهم بأنها مجال الحق.
(لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا بحكم الوقت بحكم الرسول الذي