شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٠٩٠
بالحق. (وأما قوله: (إن تلك مثقال حبة من خردل). لمن هي له غذاء، وليس إلا (الذرة) المذكورة في قوله: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). فهي أصغر متغذ والحبة من الخردل أصغر غذاء.) أي، وأما الحكمة في قوله:
(إن تك مثقال حبة من الخردل). فهي بيان أصغر متغذ وأصغر غذاء، لأنه في معرض المبالغة في أن حبة خردل من الغذاء لا يفوته الله عمن هي غذاء له. ثم قال: (وليس إلا الذرة) أي، وليس ذلك المتغذي إلا (الذرة) المذكورة في قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره). - الآية. وهي النملة الصغيرة. فهي أصغر متغذ والحبة من الخردل أصغر غذاء.
(ولو كان ثمة أصغر) أي، من الذرة في المتغذي وأصغر من حبة الخردل من الغذاء. (لجاء به، كما جاء بقوله: (إن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة) ثم، لما علم أنه ثمة ما هو أصغر من البعوضة، قال: (فما فوقها). يعنى في الصغر. و هذا قول الله والتي في (الزلزلة) قول الله أيضا. فاعلم ذلك. فنحن نعلم أن الله ما اقتصر على وزن الذرة وثمة ما هو أصغر منها، فإنه جاء بذلك على المبالغة. والله أعلم.) أي، نحن نعلم أن الله ما اقتصر على (الذرة) إلا لأنه أصغر متغذ، ولو كان ثمة أصغر متغذ منها، لجاء به للمبالغة، كما قال: (فما فوقها). يعنى في الصغر.
(وأما تصغيره اسم ابنه، فتصغير رحمة، ولهذا أوصاه بما فيه سعادته إذا عمل

(7) - قال شيخه وأستاذه، مولانا عبد الرزاق الكاشاني، في تأويلاته وشرحه على الفصوص:
(والعذر ما ذكرناه من أن لقمان لفرط شفقته وتعطفه ورأفته بابنه قام في مقام التعليم والإرشاد والنصيحة بهذه القرائن، مخبرا عن الواقع، إخبارا مؤكدا جازما، ليتحقق و يتمكن في نفس ابنه مقام الإخبار عن خبرة وجود ولو قال: كان الله لطيفا خبيرا. وهذا وإن كان كذلك، فالمبالغة والإتمام على الوجه الأول أنسب في الحكمة. فأخبر الله تعالى عنه صورة ما جرى في الحال الواقع من غير زيادة ونقصان). (ج)
(١٠٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1085 1086 1087 1088 1089 1090 1091 1092 1093 1094 1095 ... » »»