الفصل التاسع في بيان خلافة الحقيقة المحمدية، صلى الله عليه وسلم، وانها قطب الأقطاب لما تقرر ان لكل من الأسماء الإلهية صورة في العلم مسماة بالماهية والعين الثابتة وان لكل واحد منها صورة خارجية مسماة بالمظاهر والموجودات العينية وان تلك الأسماء أرباب تلك المظاهر وهي مربوباتها، وعلمت ان الحقيقة المحمدية صورة الاسم الجامع الإلهي وهو ربها ومنه الفيض والاستمداد على جميع الأسماء، فاعلم، ان تلك الحقيقة هي التي ترب صور العالم كلها بالرب الظاهر فيها الذي هو رب الأرباب لأنها هي الظاهرة في تلك المظاهر، كما مر. فبصورتها الخارجية المناسبة لصور العالم التي هي مظهر الاسم الظاهر ترب صور العالم وبباطنها ترب باطن العالم، لأنه صاحب الاسم الأعظم وله الربوبية المطلقة. لذلك قال، صلى الله عليه وآله: (خصصت بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة). وهي تصديره بقوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين (1)) فجميع عوالم الأجسام والأرواح كلها. وهذه الربوبية انما هي من جهة حقيتها لا من جهة بشريتها، فإنها من تلك الجهة عبد مربوب محتاج إلى ربها كما نبه سبحانه بهذه الجهة بقوله: (قل انما انا بشر
(١٢٧)