شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٩٨
أي، كما تتأخر الإجابة عن بعض المكلفين، (ممن أقيم مخاطبا بإقامة الصلاة، فلا تصلى في وقت، فيؤخر الامتثال، ويصلى في وقت آخر، إن كان متمكنا عن ذلك، فلا بد من الإجابة ولو بالقصد.) (64) أي، فلا بد من الإجابة من العبد، ولو كان تأخير العبد ذلك المأمور بالقصد.
(ثم قال: (وكنت عليهم) ولم يقل: على نفسي معهم. كما قال: (ربى وربكم شهيدا ما دمت فيهم). لأن الأنبياء شهداء على أممهم ما داموا فيهم.) أي، قال: (و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم). ولم يقل: وكنت شهيدا على نفسي، وأنفسهم المشهود عليهم. كما فصل بين ربه وربهم بقوله: (ربى وربكم) لأن الأنبياء شهداء على أممهم، و (الشهيد) اسم من أسماء الحق، فهم مظاهره، فالحق هو الشهيد عليهم بأعيان الأنبياء، لا غيره.
((فلما توفيتني) أي، رفعتني إليك وحجبتهم عنى وحجبتني عنهم (كنت أنت الرقيب عليهم) في غير مادتي، بل في موادهم.) أي، كنت أنت الرقيب عليهم في عين موادهم الروحانية والجسمانية بحكم المعية وبحكم الهوية الظاهرة فيهم المتسترة بهم.
(إذ كنت بصرهم الذي يقتضى المراقبة. فشهود الإنسان نفسه شهود الحق إياه وجعله بالاسم الرقيب.) أي، جعل عيسى ذلك الشهود للحق بالاسم الرقيبي.
(لأنه جعل الشهود له.) أي، لأن عيسى، عليه السلام، جعل الشهود للحق بقوله: (كنت أنت الرقيب عليهم). ومعناه: أن الحق يرقبهم ويشاهدهم من عين أعيانهم وهم لا يشعرون (65)

64 - أي، عن ذلك الامتثال بأن يكون الأمر الإيجادي واقعا، فلا بد من الإجابة في الوقت فيه، وإن كان تأخير الامتثال بالقصد أو العمد، فكيف إذا كان بالغفلة والنسيان. (ج) (65) - قوله: (لأنه جعل الشهود له) أي، لأن عيسى، عليه السلام، جعل الشهود لنفسه بقوله:
(وكنت عليهم شهيدا) وجعله للحق بقوله: (كنت أنت الرقيب عليهم) هذا مناسب للتفريع بقوله: (فأراد أن يفصل...). لا ما ذكره الشارح من عود الضمير إلى الحق.
تدبر. (ج)
(٨٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 893 894 895 896 897 898 899 900 901 902 903 ... » »»