(ابن مريم) وهو (ابن مريم) بلا شك).
(من الله) متعلق بقوله: (فعدلوا). و (الباء) في قوله: (بالتضمين) بمعنى (مع). أي، فعدلوا من الله إلى الصورة البشرية مع تضمينه فيها من حيث إنه إحياء الموتى، فقالوا: (المسيح بن مريم). وهو ابن مريم بلا شك، كما قالوا، لكن جعلوا الله في ضمن صورته، وهو القول بالحلول (24) (فتخيل السامع أنهم نسبوا الألوهية للصورة وجعلوها عين الصورة. وما فعلوا، بل جعلوا الهوية الإلهية ابتداء في صورة بشرية هي ابن مريم، ففصلوا بين الصورة والحكم.) أي، تخيل السامع أن الذين قالوا بالحلول، نسبوا الألوهية إلى الصورة العيسوية و جعلوا الألوهية عين تلك الصورة. وليس كذلك. بل جعلوا الهوية الإلهية ابتداء حالة في الصورة البشرية التي لعيسى، وتلك الصورة هي ابن مريم، فالقائلون بالحلول فصلوا أولا بين الصورة وبين الإلهية في الحكم، أي، بين الحكم عليها بأنها إله. أو بين الحكم، أي، بين المحكوم عليه وهو الهوية الإلهية. ف (الحكم) مستعمل بمعنى المحكوم عليه، كما يستعمل بمعنى المحكوم به.