شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٨٣٣
الكاملة التامة، (25) فلا ينطلق عليه اسمها الخاص بها، فإن العبد يريد أن لا يشارك سيده، وهو الله في اسم. والله لم يتسم بنبي ولا رسول، وتسمى ب‍ (ولى) واتصف بهذا الاسم فقال: (الله ولى الذين آمنوا). وقال: (هو الولي الحميد). وهذا الاسم باق جار على عباد الله، دنيى وآخرة. فلم يبق اسم يختص به العبد دون الحق بانقطاع النبوة والرسالة.) أي، قوله، صلى الله عليه وسلم: (لا نبي بعدي). قصم ظهور أولياء الله، لأن الكاملين المحققين بالفقر التام والعبادة الكاملة التامة لا يختارون المشاركة في اسم من أسماء الله، لعلمهم بأن الاتصاف بالأسماء الإلهية ليست مقتضى ذواتهم، لكونه بالنسبة إليهم عرضيا يحصل لهم عند فنائهم في الحق، بل يريدون أن يظهروا بمقتضى ذواتهم، وهو العبادة. كما قال الشيخ (رض): (لا تدعني إلا ب‍ (يا عبدها). فإنه أشرف أسمائي). والنبي والرسول مختصان بالعباد، لأن الله تعالى لم يتسم بهما. ولا يجوز إطلاق هذين الاسمين عليه، بخلاف الاسم (الولي)، فإنه اسم من أسماء الله. كما قال: (الله ولى الذين آمنوا). وقال: (هو الولي الحميد). وهذا الاسم، أي (الولي)، باق وجار، أي، مطلق على عباد الله تعالى دنيى وآخرة.
وفي قوله: (وهذا الحديث قصم ظهور أولياء الله) وتعليله بانقطاع ذوق العبودية الكاملة، سر يطلع عليه من أمعن النظر فيه، وتذكر قوله، عليه السلام: (أنا والساعة كهاتين). وتحقق بأسرار القيامة وظهور الحق بفناء الخلق وعبوديتهم (26)

(٢٥) - قوله: (وهذا الحديث قصم...). اعلم، أن الأولياء الكاملين مع كون مقام ولايتهم أتم وأكمل من مقام عبوديتهم، فإن الولاية التامة إفناء رسوم العبودية، فهي الربوبية التي هي كنه العبودية. إلا أن الظهور بالربوبية التي هي من مختصات الحق، جل وعلا، كان من أصعب الأمور عليهم، فإن مقام العبد الكامل هو التذلل بين يدي سيده. وإظهار المعجزات في بعض الأحيان في الحقيقة إظهار ربوبية الحق في المظهر الكامل. (الامام الخميني مد ظله) (٢٦) - قوله: (سر يطلع عليه...). أقول: يمكن أن يكون السر هو انقطاع التكليف ونفاد الخطاب والأمر فيه. وبيانه: أنه إذا ختم النبوة والرسالة، ختم العبودية، فينقطع العبودية الكاملة. فإذا تدبرنا وتذكرنا قول النبي بلسان ولايته (ص): (أنا والساعة كهاتين).
يعنى، أنا القيامة، وتم الدنيا في حقي، فأكون أخرويا من حيث ولايتي منتقلا من نشأة التكليف، وتذكرنا ظهور الحق بفناء الخلق، وعلمنا أنه إذا فنى الخلق فنى لوازمه، ومن جملتها التكليف والعبودية، علمنا من هذه الجملة أن التكليف في حق هذا الكامل ساقط، لأن التكليف مناف لهذه المعاني. فالكامل حينئذ إما محو صرف، فحينئذ إذا عبد الله، فعبادته ليست بالأمر، بل للأهلية للحق للعبادة. في كلام الصاحب الولاية الكبرى، على، صلى الله عليه وعلم أولاده، ما يصرح بذلك: (ما عبدتك خوفا من... بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك). در مقام محو صرف وفناى شاهد در مشهود، عبادت للاهلية نيز معنا ندارد، لذا محو طويل در كمل از عترت واقع نشده است، ومحو آنها به صحو تبديل مى گردد. بنابر آنچه كه مذكور افتاد، صاحب ولايت مطلقه محمديه وورثه اگر به اعلى درجات اطلاق واصل واز جميع قيود لازمه تعينات، به حسب أحوال و مقامات وعلوم ومشاهدات، آزاد گردند، به حريت مطلقه لازم ذات ورافع كليه قيود و اعتبارات، كه لازم ازليت مطلقه است، متصف نمى شوند. اگر چه جامع كليه مراتب الهيه وبرزخ بين وجوب وامكان چه بسا أن تسقط عنه الأحكام التقييدية الإمكانية والصفاتية والأسمائية أيضا بعد سقوط التكليفات الأمرية وخروجه عن حصر الأحوال والنشآت والمواطن والمقامات، فلم يحصره عالم ولا حضرة من الحضرات، ومخاطب شود به خطاب: (ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر). ولى عين ثابت امكانى أو محو نشود، اگر چه به انهى درجات اطلاق رسد ولسان أو مترنم شود به: (ما عبدتك خوفا من نارك... وجدتك أهلا للعبودية). ويتبدل صلوته بالصلوة الإلهى. فافهم وتأمل حتى تعرف سر ما أشار إليه الشارح العلامة. آنچه مراد منست خارج از رنگ وبوست ورنه گل زرد وسرخ در همه گلزار هست. ويكون لسان صاحب هذا المقام: (لو كشف الغطاء، لما ازددت يقيني). و (الآن قيامتي قائم)...
(٨٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 828 829 830 831 832 833 834 835 836 837 838 ... » »»