الكاملة التامة، (25) فلا ينطلق عليه اسمها الخاص بها، فإن العبد يريد أن لا يشارك سيده، وهو الله في اسم. والله لم يتسم بنبي ولا رسول، وتسمى ب (ولى) واتصف بهذا الاسم فقال: (الله ولى الذين آمنوا). وقال: (هو الولي الحميد). وهذا الاسم باق جار على عباد الله، دنيى وآخرة. فلم يبق اسم يختص به العبد دون الحق بانقطاع النبوة والرسالة.) أي، قوله، صلى الله عليه وسلم: (لا نبي بعدي). قصم ظهور أولياء الله، لأن الكاملين المحققين بالفقر التام والعبادة الكاملة التامة لا يختارون المشاركة في اسم من أسماء الله، لعلمهم بأن الاتصاف بالأسماء الإلهية ليست مقتضى ذواتهم، لكونه بالنسبة إليهم عرضيا يحصل لهم عند فنائهم في الحق، بل يريدون أن يظهروا بمقتضى ذواتهم، وهو العبادة. كما قال الشيخ (رض): (لا تدعني إلا ب (يا عبدها). فإنه أشرف أسمائي). والنبي والرسول مختصان بالعباد، لأن الله تعالى لم يتسم بهما. ولا يجوز إطلاق هذين الاسمين عليه، بخلاف الاسم (الولي)، فإنه اسم من أسماء الله. كما قال: (الله ولى الذين آمنوا). وقال: (هو الولي الحميد). وهذا الاسم، أي (الولي)، باق وجار، أي، مطلق على عباد الله تعالى دنيى وآخرة.
وفي قوله: (وهذا الحديث قصم ظهور أولياء الله) وتعليله بانقطاع ذوق العبودية الكاملة، سر يطلع عليه من أمعن النظر فيه، وتذكر قوله، عليه السلام: (أنا والساعة كهاتين). وتحقق بأسرار القيامة وظهور الحق بفناء الخلق وعبوديتهم (26)