شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٧٩٥
هو) أي، القابل. (ذاتي للجوهر) الذي هو الجسم. (والتحيز عرض، ولا يكون إلا في متحيز، فلا يقوم بنفسه. وليس التحيز والقبول بأمر زائد على عين الجوهر المحدود.) أي، بحسب الوجود. (لأن الحدود الذاتية) أي، الأجزاء الذاتية. وإنما سماها (حدودا)، لأن الحدود تعريفات، وبالأجزاء تحصل التعريفات. (هي عين المحدود وهويته.) بحسب الخارج. وإنما جعل (التحيز) و (القبول) حدودا ذاتية، لأن (المتحيز) و (القابل) ذاتيان للجسم، والتحيز ذاتي للمتحيز والقبول للقابل، وجزء الجزء جزء.
(فقد صار مالا تبقى زمانين، يبقى زمانين وأزمنة.) أي، بحسب الظاهر والحس، كما يزعم المحجوب. (وعاد مالا يقوم بنفسه، يقوم بنفسه) أي، بحسب ما يشاهد في الحس ويزعم المحجوب، لأنه في الحقيقة قائم بالله لا بنفسه. (ولا يشعرون) أي، المحجوبون. (لما هم عليه من التبدل.) لأن أعيانهم أعراض متبدلة في كل آن، والحق، سبحانه، يخلقهم خلقا جديدا في كل زمان. (وهؤلاء هم في لبس من خلق جديد. وأما أهل الكشف فإنهم يرون أن الله تعالى يتجلى في كل نفس، ولا يكرر التجلي.) فإن ما يوجب البقاء غير ما يوجب الفناء. وفي كل آن يحصل الفناء والبقاء، فالتجلي غير متكرر.
(ويرون أيضا شهودا أن كل تجلى يعطى خلقا جديدا، ويذهب بخلق، فذهابه هو الفناء (22) عند التجلي.) أي، عند التجلي الموجب للفناء. (والبقاء لما يعطيه التجلي الآخر.) وهو التجلي الموجب للبقاء بالخلق الجديد.
(فافهم) لتكون من أرباب الشهود للقيامة وتلحق بالعالمين للآخرة.
وإنما قال: (ويرون أيضا شهودا) لئلا يزعم المحجوب أنه يحكم بهذا

(22) - قوله: (فذهابه هو الفناء). ليس الفناء هو العدم، بل الرجوع من الملك إلى الملكوت.
ففي كل آن يظهر التجلي من الملكوت النازل إلى الملك، ومن الملك إلى الملكوت الصاعد، فدار الوجود بشراشره ملكه وملكوته دائم التبدل والتجدد، فالعالم حادث في كل آن من العقل إلى الهيولى. تدبر. (الامام الخميني مد ظله)
(٧٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 790 791 792 793 794 795 796 797 798 799 800 ... » »»