يعطى ما يترتب على الاستعداد. كذلك التجلي الغيبي من الباطن (9) يعطى القلب استعدادا بحسب الصورة التي يتجلى فيها، والتجلي من الظاهر يترتب على استعداد العين بحسب الباطن. وكلاهما حق. لذلك قال: (وتحرير هذه المسألة أن لله تجليين: تجلى غيب، وتجلى شهادة. فمن تجلى الغيب يعطى الاستعداد الذي يكون عليه القلب). أي، تحقيق هذه المسألة: أن لله بحسب الاسم (الباطن) و (الظاهر) تجليين: تجلى غيب، وهو التجلي الذاتي الذي تظهر هوية الحق به، فتصير عينا ثابتة مع استعداداتها. وتجلى شهادة، وهو تجلى الاسم الظاهر. وهذا التجلي يترتب على التجلي الأول.
(وهو التجلي الذاتي الذي الغيب حقيقته) أي، تجلى الغيب هو التجلي الذاتي ألذ الغيب المطلق نعته.
(وهو الهوية التي يستحقها عن نفسه هو). أي، التجلي الغيبي هو الهوية الإلهية التي يستحق الحق تلك الهوية عن نفسه. فقوله: (هو) فاعل (يستحقها).
(فلا يزال (هو) له دائما أبدا). أي، فلا تزال هوية الحق له ثابتا دائما ابدا في مقام أحديته وجمعه، وكذلك في مقام تفصيله، لأن لكل عين هوية هي بها هي.
(فإذا حصل له، أعني للقلب، هذا الاستعداد، تجلى) أي، الحق. (له التجلي الشهودي في الشهادة، فرآه) أي، فرأى القلب الحق في ذلك التجلي.
(فظهر) أي، القلب. (بصورة ما تجلى له كما ذكرناه. فهو تعالى أعطاه الاستعداد) كما أشار إليه بقوله: ((أعطى كل شئ خلقه ثم هدى). ثم رفع) أي، الحق. (الحجاب بينه وبين عبده، فرآه) أي، رأى العبد الحق. (في صورة معتقده. فهو عين اعتقاده). أي، فالمرئي عين اعتقاد العبد، لا غير، لأنه رأى الحق من حيث اعتقاد خاص، والحق عين اعتقاده، كما قال: (أنا عند ظن عبدي بي).