شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٧١٢
من التعين، عرض عليها الضلال، فطلب عروض الغضب (1) فالغضب المرتب عليه عارض، والرضا والرحمة ذاتية، لأنهما من حيث كونهم على الصراط المستقيم، فالمآل إلى الرحمة التي وسعت كل شئ، وهي السابقة على الغضب بحكم: (سبقت رحمتي على غضبي).
(وكل ما سوى الحق فهو دابة، لأنه ذو روح). سواء كان جمادا أو نباتا.
(وما ثمة) أي، في العالم. (من يدب بنفسه، وإنما يدب بغيره، فهو يدب بحكم التبعية للذي هو على الصراط المستقيم). أي، لا يتحرك كل من الموجودات العينية إلا بحركة الأعيان العلمية، وهي بالأسماء التي هي على الصراط المستقيم. فإن الرب إنما يتجلى في حضرة غيبه بتجلي خاص من حضرة خاصة، فيظهر أثر ذلك التجلي في صورة ذلك الاسم التي هي العين الثابتة، ثم في صورتها الروحية، ثم في صورتها النفسية، ثم الحسية. فاستناد تلك الحركة، وإن كان إلى تلك الصورة ظاهرا، لكنه ينتهى إلى الحق باطنا، فهو المبدأ لها، والصورة تابعة في الحركة له.
(فإنه لا يكون صراطا إلا بالمشي عليه). تعليل ما أسند إلى الرب من الحركة بقوله: (فهو يدب بحكم التبعية الذي هو على الصراط المستقيم). أي، إنما يكون الرب على صراط مستقيم، إذا كان ماشيا عليه، فإن الصراط لا يكون صراطا إلا بالمشي عليه. شعر:

(1) - قوله: (فما عرض الضلال عليها...). أي، أن عروض الضلال بواسطة الاستعداد الذي لتعينه في الحضرة العلمية، إلا أن هذا الاستعداد مختف بنور الاستعداد الوجودي الحقاني لقوة نورانية هذا الاستعداد الحقاني، لكونه من السر الوجودي. فإذا ظهر في النشأة العينية وغشيته الغواشي الطبيعية، احتجب الاستعداد النوراني الحقاني تحت ظلمة الاستعداد التعيني، فصار الحكم للغالب. إلى أن يرد إلى عالم الأنوار، فيغلب الحق على الباطل، فإذا جاء الحق، زهق الباطل (إن الباطل كان زهوقا). (الامام الخميني مد ظله)
(٧١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 707 708 709 710 711 712 713 714 715 716 717 ... » »»