شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٦٩٩
معناه ظاهر.
(أ لا تراه) أي، ألا ترى الظل. (في الحس) حال كونه (متصلا بالشخص الذي امتد عنه، يستحيل عليه الانفكاك عن ذلك الاتصال، لأنه يستحيل على الشئ الانفكاك عن ذاته). إستدل بعدم انفكاك الظل عن الشخص على أنه عين ذلك الشخص، فهما في الحقيقة واحد. وما أو هم المغايرة إلا ظهور الشئ الواحد بصورتين: إحديهما، الصورة الظلية، والأخرى، الصورة الشخصية.
(فاعرف عينك، ومن أنت، وما هويتك). أي، إذا عرفت أن العالم متوهم والمدرك المشهود هو الحق لا غير، فاعرف ذاتك، ومن أنت عينه أو غيره، وما هويتك وحقيقتك، أحق هي أم غيره؟
(وما نسبتك إلى الحق، وبما أنت حق، وبما أنت عالم وسوى وغير، وما شاكل هذه الألفاظ). أي، وعلى تقدير إنك غيره، ما النسبة بينك وبينه؟ وبأي وجه أنت حق وبأي وجه عالم؟
(وفي هذا) أي، في هذا العلم. (تتفاضل العلماء: فعالم بالله، وأعلم.
فالحق بالنسبة إلى ظل خاص، صغير وكبير، وصاف وأصفى) أي، الحق بالنسبة إلى كل واحد من الأعيان التي هي الظلال، يظهر صغيرا، وكبيرا، وكثيفا، و لطيفا، وصافيا، وأصفى. وذلك لأن المرآة لها أحكام في ظهور المرئي - كما مر من أن الصورة تظهر في المرآة الصغيرة صغيرة، والكبيرة كبيرة - وإذا كانت قريبة من البساطة، يظهر الحق فيها على غاية الصفاء واللطافة، كأعيان المجردات. و إذا كانت بالعكس تظهر في غاية الكثافة كأعيان من يوصف بأسفل السافلين. و هو في نفس الأمر منزه عن اللطافة والكثافة والصغر والكبر.
فقوله: (صغير وكبير) يجوز أن يكون مرفوعا على أنه خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون مجرورا صفة (لظل خاص). وخبر المبتدأ قوله: (كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج: يتلون بلونه، وفي نفس الأمر لا لون له). وعلى الأول، قوله: (كالنور) خبر مبتدأ محذوف. تقديره: فهو (كالنور بالنسبة إلى حجابه عن الناظر في الزجاج). أي، بالنسبة إلى ما يحجبه عن الناظر في الزجاج. وفي
(٦٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 694 695 696 697 698 699 700 701 702 703 704 ... » »»