شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٧٠٤
كانت غنية عن العالمين، فذلك الغنى عين غناها عن الأسماء أيضا، لأن الأسماء من وجه غيرها، (19) وإن كان من وجه عينها، لأنها كما تدل على الذات، كذلك تدل على مفهومات يمتاز بعضها عن البعض بها. وتحقق ذلك المفهوم أثر تلك الأسماء، وهو الأفعال الصادرة من مظاهرها. فإن (اللطيف) بالعباد ليس ك‍ (المنتقم القهار).
((قل هو الله أحد) من حيث عينه. (الله الصمد) من حيث استنادنا إليه (20)) في وجودنا وجميع صفاتها. ((لم يلد) من هويته ونحن) (21) قوله: (ونحن) يجوز أن يكون معناه: ونحن نلد. و (الواو) للحال. ويجوز أن يكون للعطف. و معناه: لم يلد من حيث هويته وهوية عيننا. فإن الأعيان من حيث الهوية والذات عين هويته وذاته، وإن كانت من حيث التعين غيرها. وأيضا الولد في الحقيقة مثل الوالد، ولا مثل للحق، إذ كل ما هو موجود، متحقق به صادر منه، معدوم عند قطع النظر عن الوجود الحق.
((ولم يولد). كذلك. (ولم يكن له كفوا أحد). كذلك). أي، ولم يولد من حيث هويته، ولم يكن له كفوا أحد من حيث هويته. لأن ما سواه صادر منه ممكن

(19) - أي، الأسماء في مقام ظهورها وغيريتها، لا مقام استجنانها في الذات. (ج) (20) - لأن (الصمد) من يصمد إليه. أي، يقصد إليه في الحوائج. (ج) (21) - أي، لم يولد من حيث هويته ونحن. والحاصل أن الهوية المطلقة، التي لا هو إلا هو، و مرتبة الأحدية الغيبية ومرتبة الواحدية الجمعية، كلها من حيث عينه وصمديته - بكلا معنييه - تكون من جهة استنادنا إليه، وباقي الأوصاف يكون من حيث الجمع بينهما، أي، من ملاحظة هويته التي هي صرف الكمال، لا يمكن أن ينفصل منه شئ ويماثله شئ، ومن حيث استنادنا الظلي إليه الذي ينافي الانفصال والتقابل. (الامام الخميني مد ظله)
(٧٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 ... » »»