الإسمين واحد بحكم أحدية العين، وهو الحق، والسامع أيضا عينه لا غيره، كما (يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (وما حدثت به أنفسها).) بضم السين على أنه فاعل (حدثت). وهو إشارة إلى ما ثبت في الصحيح أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل).
(فهي المحدثة السامعة حديثها العالمة بما حدثت به نفسها، والعين واحدة وإن اختلفت الأحكام. ولا سبيل إلى جهل مثل هذا، فإنه يعلمه كل إنسان من نفسه).
أي، فالأنفس هي المحدثة وهي السامعة لحديثها وهي العالمة بما حدثت به، لا غيرها، فالعين واحدة وإن اختلفت الأحكام الصادرة منها بحسب قواها من النطق والسمع والعلم. فكذلك المتكلم بلسان الباطن والظاهر وكل من الأسماء المتقابلة واحد. يعلم ذلك ذوقا كل إنسان من نفسه.
(وهو صورة الحق). أي، والإنسان الذي يعلم هذا من نفسه هو صورة الحق. وهو السامع والمتكلم حديث نفسه، فيلزم أن يكون الحق الذي هو على صورته كذلك، كما قال، عليه السلام: (إن الله خلق آدم على صورته) (12) (فاختلطت الأمور وظهرت الأعداد بالواحد في المراتب المعلومة كلها) (13)