شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٨٩
قول الشيخ، رضى الله عنه: (الحمد الله منزل الحكم على قلوب الكلم (1) شروع (2) فيما يجب على جميع العباد من الحمد لله والثناء عليه، لذلك صدر الحق تعالى كتابه العزيز بقوله: (الحمد لله رب العالمين) تعليما للعباد وتفهيما لهم طريق الرشاد. ولما كان (الحمد) و (الثناء) مترتبا على الكمال، ولا كمال إلا لله و من الله، كان الحمد لله خاصة، وهو قولي وفعلي وحالي:
(1) - قوله: (الكلم) مستعارة لذوات الأنبياء والأرواح المجردة عن عالم الجبروت المسمى باصطلاح الإشراقيين (بالأنوار القاهرة). إما لأنهم وسائط بين الحق والخلق ليصل بتوسطها المعاني التي في ذات الله إليهم، كالكلمات المتوسطة بين المتكلم والسامع لإفادة المعنى الذي في نفس المتكلم للسامع، أو لتجردها عن المواد وتعينها بالإبداع وتقدسها عن الزمان والمكان المأخوذة من كلمة (كن) في عالم الأمر اطلاقا لاسم السبب باسم المسبب.
(ق) (2) - إشارة على ما هو بصدد تحقيقه إجمالا على ما هو دأب أئمة التأليف وأدبهم. (ج)