شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٣٠
وقال أيضا في الإلهي: (فمهما يقلب النفس على المحاذاة كانت الصور منعكسة فيها أو فايضة عليها على اختلاف الرأيين، أعني الاشراق والرشح في (ممثل له) كما في المثال. وكلاهما غير ما هو المختار عندنا). اعلم، ان المراد ان علم النفس عند الاتصال والترقي لوجود الأشياء الخارجية يكون اما كذا واما كذا، لا علم النفس بها مطلقا.
قوله: بطريق الانعكاس... أي، يظهر في مرآة النفس ما كان من الباري، نحو ظهور العكس في المرايا، ويكون النفس آلة ملاحظتها كما ان المرآة تكون آلة الملاحظة.
قوله: والجواهر متحدة في عين الجوهر... أي، الجواهر خاصة، لا الاعراض، لها أصل مستقل وهو الوجود الفعلي المسمى بالنفس الرحماني. واما الاعراض فليس لها أصل مستقل لان الاعراض ظهور صفات الوجود والصفات ليست مستقلة.
اعلم، ان جوهر الجواهر واصلها هو ذات الواجب والاعراض هي الصفات اللازمة. وبعد ذلك هو الوجود اللا بشرط الفعلي والاعراض هي التعينات. وبعد ذلك الجواهر المادية كالجسم والصورة والهيولا والنفس باعتبار والاعراض صفاتها. وبعد ذلك المهيات الذهنية الجوهرية واعراضها هي المهيات الذهنية العرضية (122) قال صدر المتألهين في مبحث العلة والمعلول من الاسفار: (والجواهر كلها متحدة في عين الجوهر ومفهومه وحقيقته وروحه الذي هي مثال عقلي هو مبدء للعقليات التي هي أمثلة للصور النوعية الجوهرية في عالم العقل، كما يظهر من رأى الأفلاطون في المثل النورية) (123). فالجوهر الحقيقي في هذا الاصطلاح هو الوجود اللا بشرط الفعلي وتعيناته، أي المهيات هي الاعراض، وهذا الوجود الفعلي أيضا له ظهورات وتجليات. ولما كان هذا الوجود الفعلي ظلا فذو الظل يكون جوهرا أصلا حقا.
قال الشيخ في الفتوحات: (كل صورة في العالم عرض في الجوهر وهي التي

(122) - رجوع شود به حواشى آقا محمد رضا (رض) در بيان جوهر وعرض مصطلح أرباب عرفان.
(123) - قال في الاسفار ط گ‍، فصول عرفانيه، ص 188: (واعلم، انك إذا أمعنت النظر في حقايق الأشياء وجدت بعضها متبوعة مكتنفة بالعوارض وبعضها تابعة، والمتبوعة هي الجواهر ومفهومه وروحه وفي حقيقته وروحه التي هي مثال عقلي هو مبدء للعقليات التي...).
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»