بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠١
ما إن اعتبر بداية لأحد الجزئين أمكن أن يعتبر بداية للآخر، وإن اعتبر نهاية لأحدهما أمكن أن يعتبر نهاية للآخر، كالنقطة بين جزئي الخط، والخط بين جزئي السطح، والسطح بين جزئي الجسم التعليمي، والآن بين جزئي الزمان.
والمنفصل ما كان بخلافه (1)، كالخمسة مثلا، فإنها إن قسمت إلى ثلاثة واثنين لم يوجد فيها حد مشترك، وإلا فإن كان واحدا منها عادت الخمسة أربعة، وإن كان واحدا من خارج عادت ستة، هذا خلف.
الثاني - أعني المنفصل - هو العدد الحاصل من تكرر الواحد (2)، وإن كان الواحد نفسه ليس بعدد، لعدم صدق حد الكم عليه، وقد عدوا كل واحدة من مراتب العدد نوعا على حدة، لاختلاف الخواص.
والأول - أعني المتصل - ينقسم إلى: قار وغير قار. والقار: " ما لأجزائه المفروضة اجتماع في الوجود " كالخط مثلا. وغير القار بخلافه، وهو الزمان، فإن كل جزء منه مفروض لا يوجد إلا وقد انصرم السابق عليه ولما يوجد الجزء اللاحق.
والمتصل القار على ثلاثة أقسام: جسم تعليمي، وهو الكمية السارية في الجهات الثلاث من الجسم الطبيعي المنقسمة فيها، وسطح، وهو نهاية الجسم التعليمي المنقسمة في جهتين، وخط، وهو نهاية السطح المنقسمة في جهة واحدة.
وللقائلين بالخلاء (3) - بمعنى الفضاء الخالي من كل موجود شاغل يملؤه - شك

(١) أي ما لم تكن أجزاؤه مشتركة في الحدود بحيث يكون بين كل جزئين أمر تكون نسبته إليهما على السواء.
(٢) مثلوا للكم المنفصل بالعدد قط، وهو لأن الكم المنفصل منحصر في العدد ولا يمكن أن يكون غير العدد، فإن الكم المنفصل مشتمل على الأجزاء المتفرقة، والمتفرقات قوامها بالآحاد التي اما نفس العدد أو شئ فيه العدد.
(٣) وهم المتكلمون. ومنهم فخر الدين الرازي في المحصل (تلخيص المحصل: ٢١٤)، وأبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت في الياقوت في علم الكلام: ٢٣١، وأبو البركات في المعتبر ٢: ٤٨ - ٦٧، والجبائي وابنه وجماعة من متكلمي الحشوية وأهل الجبر والتشبيه على ما في أوائل المقالات: ٨١. خلافا لأكثر المحققين من الحكماء، فإنهم قائلون باستحالته، راجع الفصل الثامن من المقالة الثانية من الفن الأول من طبيعيات الشفاء، وشرح عيون الحكمة 2: 83 - 100، وشرح الإشارات 2: 164 - 166، والتحصيل: 385 - 391، والأسفار 4: 48 - 57.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»