الفصل الرابع في إثبات المادة الأولى والصورة الجسمية إن الجسم من حيث هو جسم - ونعني به ما يحدث فيه الامتداد الجرمي أولا وبالذات - أمر " بالفعل "، ومن حيث ما يمكن أن يلحق به شئ من الصور النوعية ولواحقها أمر " بالقوة "، وحيثية الفعل غير حيثية القوة، لأن الفعل متقوم بالوجدان، والقوة متقومة بالفقدان. ففيه جوهر هو قوة الصور الجسمانية، بحيث إنه ليس له من الفعلية إلا فعلية أنه قوة محضة، وهذا نحو وجودها، والجسمية التي بها الفعلية صورة مقومة لها، فتبين أن الجسم مؤلف من مادة وصورة جسمية، والمجموع المركب منهما هو الجسم (1).
تتمة:
فهذه هي المادة الشائعة في الموجودات الجسمانية جميعا، وتسمى: " المادة الأولى " و " الهيولى الأولى ".
ثم هي مع الصورة الجسمية مادة قابلة للصور النوعية اللاحقة، وتسمى:
" المادة الثانية ".
الفصل الخامس في إثبات الصور النوعية (2) الأجسام الموجودة في الخارج تختلف اختلافا بينا من حيث الأفعال