بالحمل الأولي، دون الحمل الشائع. فشريك البارئ في الذهن شريك البارئ بالحمل الأولي، وأما بالحمل الشائع فهو كيفية نفسانية ممكنة مخلوقة للبارئ، وهكذا في سائر المحالات.
الإشكال الخامس: أنا نتصور الأرض بما رحبت بسهولها وجبالها وبراريها وبحارها، وما فوقها - من السماء - بأرجائها البعيدة، والنجوم والكواكب بأبعادها الشاسعة، وحصول هذه المقادير العظيمة في الذهن - بمعنى انطباعها في جزء عصبي أو قوة دماغية، كما قالوا به - من انطباع الكبير في الصغير، وهو محال (1).
ودفع الإشكال بأن المنطبع فيه منقسم إلى غير النهاية (2) لا يجدي شيئا، فإن الكف لا تسع الجبل وإن كانت منقسمة إلى غير النهاية (3).
والجواب عنه: أن الحق - كما سيأتي (4) - أن الصور الإدراكية الجزئية غير مادية، بل مجردة تجردا مثاليا، فيها آثار المادة من مقدار وشكل وغيرهما دون نفس المادة، فهي حاصلة للنفس في مرتبة تجردها المثالي من غير أن تنطبع في جزء بدني أو قوة متعلقة بجزء بدني، وأما الأفعال والانفعالات الحاصلة في