بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٦
المتألهين (رحمه الله) (1).
6 - ومنها: السبق والتقدم بالدهر، وهو تقدم العلة الموجبة (2) على معلولها، لكن لا من حيث إيجابها لوجود المعلول وإفاضتها له - كما في التقدم بالعلية -، بل من حيث انفكاك وجودها وانفصاله عن وجود المعلول، وتقرر عدم المعلول في مرتبة وجودها، كتقدم نشأة التجرد العقلي على نشأة المادة، ويقابله اللحوق والتأخر الدهري.
وهذا القسم قد زاده السيد الداماد (رحمه الله) (3)، بناء على ما صوره من الحدوث والقدم الدهريين، وسيجئ بيانه (4).
7 - ومنها: السبق والتقدم بالرتبة، أعم من أن يكون الترتيب بحسب الطبع، أو بحسب الوضع والاعتبار.
فالأول: كالأجناس والأنواع المترتبة، فإنك إن ابتدأت آخذا من جنس الأجناس كان سابقا متقدما على ما دونه، ثم الذي يليه وهكذا حتى ينتهى إلى النوع الأخير، وإن ابتدأت آخذا من النوع الأخير كان الأمر في التقدم والتأخر بالعكس.
والثاني: كالإمام والمأموم، فإنك إن اعتبرت المبدأ هو المحراب كان الإمام هو السابق على من يليه من المأمومين، ثم من يليه على من يليه، وإن اعتبرت

(١) راجع الأسفار ٣: ٢٥٧.
(٢) أي العلة التامة التي يجب بوجودها المعلول.
(٣) راجع القبسات: ٣ - ١٨.
وأورد عليه المحقق اللاهيجي بارجاعه إلى التقدم بالعلية. راجع شوارق الإلهام: ١٠٤.
وقال الحكيم السبزواري - بعد تفسير كلام السيد في القبسات -: " أن قدح المحقق اللاهيجي (رحمه الله) فيه مقدوح بشرط الرجوع إلى ما ذكرته في بيان الحدوث الدهري ". راجع شرح المنظومة: ٨٧.
وقد تصدى الشيخ محمد تقي الآملي لبيان عدم ورود هذا الايراد عليه على ما فسره الحكيم السبزواري. راجع درر الفوائد: ٢٨٠ و 283.
(4) في الفصل الثالث من هذه المرحلة.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 144 145 146 147 148 149 150 152 ... » »»