بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٠
الفصل العاشر في تقابل الواحد والكثير اختلفوا في تقابل الواحد والكثير، هل هو تقابل بالذات، أو لا (1)؟ وعلى الأول، ذهب بعضهم إلى أنهما متضائفان (2)، وبعضهم إلى أنهما متضادان (3)، وبعضهم إلى أن تقابلهما نوع خامس غير الأنواع الأربعة المذكورة (4).
والحق أن ما بين الواحد والكثير من الاختلاف ليس من التقابل المصطلح في شئ، لأن اختلاف الموجود المطلق - بانقسامه إلى الواحد والكثير - اختلاف تشكيكي يرجع فيه ما به الاختلاف إلى ما به الاتفاق، نظير انقسامه إلى الوجود الخارجي والذهني، وانقسامه إلى ما بالفعل وما بالقوة، والاختلاف والمغايرة التي في كل من أقسام التقابل الأربع يمتنع أن يرجع إلى ما به الاتحاد، فلا تقابل بين الواحد والكثير بشئ من أقسام التقابل الأربعة.
تتمة:
التقابل بين الإيجاب والسلب ليس تقابلا حقيقيا خارجيا، بل عقلي بنوع من الاعتبار، لأن التقابل نسبة خاصة بين المتقابلين، والنسب وجودات رابطة قائمة بطرفين موجودين محققين، وأحد الطرفين في التناقض هو السلب الذي هو عدم

(1) هذا مذهب الشيخ الرئيس في الفصل السادس من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء. وتبعه بهمنيار في التحصيل: 369، والفخر الرازي في المباحث المشرقية 1: 98، والمحقق الطوسي والعلامة في كشف المراد: 101.
(2) لم أجد من ذهب إلى كونهما متضائفين بالذات، بل ذهب الشيخ الرئيس إلى أنهما متضائفان بالعرض، وتبعه بهمنيار. فراجع الفصل السادس من المقالة الثالثة من إلهيات الشفاء، والتحصيل: 369.
(3) هذا ما ذهب إليه المحقق القوشجي في شرح تجريد العقائد: 100.
(4) هذا ما ذهب إليه الشيخ الإشراقي في المطارحات: 318. وتبعه صدر المتألهين في الأسفار 2: 126.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 144 145 146 ... » »»