الفصل العاشر في تقابل الواحد والكثير اختلفوا في تقابل الواحد والكثير، هل هو تقابل بالذات، أو لا (1)؟ وعلى الأول، ذهب بعضهم إلى أنهما متضائفان (2)، وبعضهم إلى أنهما متضادان (3)، وبعضهم إلى أن تقابلهما نوع خامس غير الأنواع الأربعة المذكورة (4).
والحق أن ما بين الواحد والكثير من الاختلاف ليس من التقابل المصطلح في شئ، لأن اختلاف الموجود المطلق - بانقسامه إلى الواحد والكثير - اختلاف تشكيكي يرجع فيه ما به الاختلاف إلى ما به الاتفاق، نظير انقسامه إلى الوجود الخارجي والذهني، وانقسامه إلى ما بالفعل وما بالقوة، والاختلاف والمغايرة التي في كل من أقسام التقابل الأربع يمتنع أن يرجع إلى ما به الاتحاد، فلا تقابل بين الواحد والكثير بشئ من أقسام التقابل الأربعة.
تتمة:
التقابل بين الإيجاب والسلب ليس تقابلا حقيقيا خارجيا، بل عقلي بنوع من الاعتبار، لأن التقابل نسبة خاصة بين المتقابلين، والنسب وجودات رابطة قائمة بطرفين موجودين محققين، وأحد الطرفين في التناقض هو السلب الذي هو عدم