بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٥
إما أن يكونا وجوديين، أو لا، وعلى الأول إما أن يكون كل منهما معقولا بالقياس إلى الآخر، كالعلو والسفل، فهما " متضائفان " والتقابل تقابل التضايف، أو لا يكونان كذلك، كالسواد والبياض، فهما " متضادان " والتقابل تقابل التضاد، وعلى الثاني يكون أحدهما وجوديا والآخر عدميا، إذ لا تقابل بين عدميين، وحينئذ، إما أن يكون هناك موضوع قابل لكل منهما، كالعمى والبصر، ويسمى تقابلهما:
" تقابل العدم والملكة "، وإما أن لا يكون كذلك، كالنفي والاثبات، ويسميان:
" متناقضين " وتقابلهما تقابل التناقض، كذا قرروا (1).
ومن أحكام مطلق التقابل أنه يتحقق بين طرفين، لأنه نوع نسبة بين المتقابلين، والنسبة تتحقق بين طرفين (2).

(1) راجع شرح المقاصد 1: 146، وشرح تجريد العقائد للقوشجي: 104 - 105، وشوارق الإلهام: 192 - 193، والأسفار 2: 103.
(2) أي: إن مفهوم التقابل بما هو وإن كان يعم التضائف وغيره، ولكن مصداقه مندرج تحت خصوص التضائف. - منه (رحمه الله) -.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»