بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٤
الفصل الأول في معنى السبق واللحوق وأقسامهما والمعية إن من عوارض الموجود بما هو موجود " السبق " و " اللحوق "، وذلك أنه ربما كان لشيئين - بما هما موجودان - نسبة مشتركة إلى مبدأ وجودي، لكن لأحدهما منها ما ليس للآخر، كنسبة الاثنين والثلاثة إلى الواحد، لكن الاثنين أقرب إليه، فيسمى: " سابقا " و " متقدما "، وتسمى الثلاثة: " لاحقة " و " متأخرة ".
وربما كانت النسبة المشتركة من غير تفاوت بين المنتسبين، فتسمى حالهما بالنسبة إليه: " معية " وهما معان.
وقد عدوا للسبق واللحوق أقساما (1) عثروا عليها

(1) اعلم أن الشيخ الرئيس ذكر للتقدم والتأخر خمسة أقسام، وتبعه غيره من الحكماء. راجع الفصل الأول من المقالة الرابعة من إلهيات الشفاء، والنجاة: 222، والتحصيل: 35 - 36، و 467 - 468. وتبعه الشيخ الإشراقي في المطارحات: 302 - 303.
ثم المتكلمون زادوا قسما آخر، وسموه: " التقدم والتأخر الذاتي ". راجع كشف المراد:
57 - 58.
ثم السيد الداماد زاد قسما آخر، وسماه: " التقدم والتأخر بالدهر ". راجع القبسات: 3 - 18.
ثم زاد صدر المتألهين قسمين آخرين: (أحدهما): التقدم والتأخر بالحقيقة والمجاز.
و (ثانيهما): التقدم والتأخر بالحق. راجع الأسفار 3: 257، والشواهد الربوبية: 61.
فللتقدم والتأخر تسعة أقسام: ذكرها المصنف هاهنا إلا القسم الأخير وهو التقدم والتأخر بالحق.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 144 145 146 147 148 149 ... » »»