بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٨
هو فقد البصر للموضوع الذي من شأنه أن يكون ذا بصر.
فإن اخذ موضوع الملكة هو الطبيعة الشخصية أو النوعية أو الجنسية التي من شأنها أن تتصف بالملكة في الجملة من غير تقييد بوقت خاص، سميا: " ملكة وعدما حقيقيين "، فعدم البصر في العقرب عمى وعدم ملكة، لكون جنسه - وهو الحيوان - موضوعا قابلا للبصر، وإن كان نوعه غير قابل له، كما قيل (1)، وكذا مرودة الانسان قبل أوان التحائه من عدم الملكة، وإن كان صنفه غير قابل للالتحاء قبل أوان البلوغ.
وإن اخذ الموضوع هو الطبيعة الشخصية، وقيد بوقت الاتصاف، سميا: " عدما وملكة مشهوريين "، وعليه فقد الأكمه - وهو الممسوح العين (2) - للبصر، وكذا المرودة، ليسا من العدم والملكة في شئ.
الفصل التاسع في تقابل التناقض وهو تقابل الإيجاب والسلب، بأن يرد السلب على نفس ما ورد عليه الإيجاب، فهو بحسب الأصل في القضايا، وقد يحول مضمون القضية إلى المفرد، فيقال: " التناقض بين وجود الشئ وعدمه "، كما قد يقال: " نقيض كل شئ رفعه " (3).

(1) راجع شوارق الإلهام: 193، وشرح التجريد للقوشجي: 104، وشرح المنظومة: 117.
(2) الأكمه بالفارسية " نابينائي مادر زائى ".
(3) راجع شرح المطالع: 170.
فالمراد برفع الشئ طرده وإبطاله، فرفع الانسان، اللا انسان، كما أن طرد اللا انسان، الانسان. لا كما توهمه بعضهم: أن رفع الشئ نفيه وأن نقيض الانسان اللا انسان، ونقيض اللا انسان اللا لا انسان، وأن الانسان لازم النقيض وليس به * - منه (رحمه الله) -.
- * هذا ما توهمه الشيخ الاشراقي، وتبعه قطب الدين الشيرازي. راجع شرح حكمة الإشراق: 88.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 144 ... » »»