بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٤
الهلية البسيطة ثبوت الشئ، لا ثبوت شئ لشئ، فلا تجري فيها القاعدة (1).
الفصل الخامس في الغيرية والتقابل قد تقدم أن من عوارض الكثرة، الغيرية (2)، وهي تنقسم إلى غيرية ذاتية، وغير ذاتية (3)، والغيرية الذاتية هي كون المغايرة بين الشئ وغيره لذاته، كالمغايرة بين الوجود والعدم، وتسمى: " تقابلا "، والغيرية غير الذاتية هي كون المغايرة لأسباب اخر، غير ذات الشئ، كافتراق الحلاوة والسواد في السكر والفحم، وتسمى: " خلافا ".
وينقسم التقابل، وهو الغيرية الذاتية - وقد عرفوه بامتناع اجتماع شيئين في محل واحد، من جهة واحدة، في زمان واحد (4) -، إلى أربعة أقسام، فإن المتقابلين

(١) هذا الجواب لصدر المتألهين (رحمه الله) *. وقد تخلص الدواني * * عن الإشكال بتبديل الفرعية بالاستلزام، فقال: " ثبوت شئ لشئ مستلزم لثبوت المثبت له، فلا إشكال في الهلية البسيطة، لأن ثبوت الوجود للماهية مستلزم لثبوت الماهية بهذا الوجود ". وفيه: أنه تسليم لورود الإشكال على القاعدة. وعن الإمام الرازي * * * أن القاعدة مخصصة بالهلية البسيطة.
وفيه: أنه تخصيص في القواعد العقلية. - منه (رحمه الله) -.
(٢) راجع الفصل الثالث من هذه المرحلة.
(٣) أي غيرية غير ذاتية.
(٤) هكذا عرفه صدر المتألهين في الأسفار ٢: ١٠٢، وتبعه الحكيم السبزواري في شرح المنظومة: ١١٥.
وقال بعضهم في تعريف المتقابلين: " إن المتقابلين هما اللذان لا يجتمعان في شئ واحد في زمان واحد من جهة واحدة ". راجع المباحث المشرقية ١: ٩٩، وشرح المقاصد ١: ١٤٥، والمطارحات: ٣١٣.
وقال صدر المتألهين: " وإنما عدلنا عن التعريف المشهور في الكتب لمفهوم المتقابلين - * راجع الأسفار ١: ٤٣.
* * راجع حاشية شرح التجريد للقوشجي: ٥٩.
* * * كما نقل عنه الحكيم السبزواري في تعليقته على الأسفار ١: ٤٣.
إلى تعريف مفهوم التقابل، لأن صيغة (اللذان) في قولهم: (المتقابلان هما اللذان...) يشعر بما لهما ذات، والعدم والملكة، والإيجاب والسلب لا ذات لهما ". راجع الأسفار ٢: ١٠٣.
وقال القوشجي في شرح تجريد العقائد: ١٠٤ - تبعا للمحقق الشريف في شرح المواقف:
١٦٤
-: " وأما التقييد بوحدة الزمان فمستدرك، لأن الاجتماع لا يكون إلا في زمان واحد ".
واعترض عليه المحقق اللاهيجي في شوارق الإلهام: ١٩٢ - تبعا للمحقق الدواني في حاشية شرح القوشجي: ١٠٤ - بأن قيد الاجتماع غير مغن عن الزمان، لصدقه على المقارنة في الرتبة أو وصف آخر اصطلاحا.
والعجب من صدر المتألهين في شرح الهداية الأثيرية: ٢٢٧، حيث قال: " وقيد " الاجتماع مغن عن ذكر (في زمان واحد)، كما وقع في كلام بعضهم ". فإن كلامه هذا ينافي كلامه في الأسفار ٢: ١٠٢ - ١٠٣، حيث قال: " فما قيل من أن التقييد بوحدة الزمان مستدرك لأن الاجتماع لا يكون إلا في زمان واحد، غير صحيح ". ويمكن أن يكون ما وقع في شرح الهداية سهوا من قلم الناسخ بحذف كلمة (غير) من العبارة، والصواب هو هذه العبارة: " وقيد الاجتماع غير مغن... "
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»